وَأَيُّ اِمْرِئٍ مِنْكُمْ، أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رِبَاطَةَ جَأْشٍ عِنْدَ اَللِّقَاءِ، ورَأَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلاً، فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخِيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ، اَلَّتِي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْهِ، كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَوْ شَاءَ اَللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ، إِنَّ اَلْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثٌ لاَ يَفُوتُهُ اَلْمُقِيمُ، ولاَ يُعْجِزُهُ اَلْهَارِبُ، إِنَّ أَكْرَمَ اَلْمَوْتِ اَلْقَتْلُ، واَلَّذِي نَفْسُ اِبْنِ أَبِيطَالِبٍ بِيَدِهِ، لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ، أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى اَلْفِرَاشِ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اَللَّهِ.
الخطبة ۱۲٤:
ومن هذا الكلام قوله عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ:
وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِيشَ اَلضِّبَابِ، لاَ تَأْخُذُونَ حَقّاً، ولاَ تَمْنَعُونَ ضَيْماً، قَدْ خُلِّيتُمْ وَاَلطَّرِيقَ، فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ، وَاَلْهَلَكَةُ مُتَلَوِّمِ.
وَقَالَ عليه السلام في كلمات قصار:
أَيُّهَا اَلنَّاسُ، لِيَرَكُمُ اَللَّهُ مِنَ اَلنِّعْمَةِ وَجِلِينَ، كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ اَلنِّقْمَةِ فَرِقِينَ، إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، ومَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِخْتِبَاراً، فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً.