الخطبة ۹۳: من خطبة له عليه السلام يصف الله تعالى ثم يبين فضل الرسول الكريم واهل بيته ثم يعظ الناس
فَتَبَارَكَ اللَّهُ اَلَّذِي لاَ يَبْلُغُهُ بُعْدُ اَلْهِمَمِ، ولاَ يَنَالُهُ حَدْسُ اَلْفِطَنِ، اَلْأَوَّلُ اَلَّذِي لاَ غَايَةَ لَهُ فَيَنْتَهِيَ، ولاَ آخِرَ لَهُ فَيَنْقَضِيَ.
ومنها في وصف الأنبياء:
فَاسْتَوْدَعَهُمْ فِي أَفْضَلِ مُسْتَوْدَعٍ، وأَقَرَّهُمْ فِي خَيْرِ مُسْتَقَرٍّ، تَنَاسَخَتْهُمْ كَرَائِمُ اَلْأَصْلاَبِ إِلَى مُطَهَّرَاتِ اَلْأَرْحَامِ، كُلَّمَا مَضَى مِنْهُمْ سَلَفٌ قَامَ مِنْهُمْ بِدِينِ اَللَّهِ خَلَفٌ.
ومنها في رسول الله واهل بيته:
حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتعالى إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله، فَأَخْرَجَهُ مِنْ أَفْضَلِ اَلْمَعَادِنِ مَنْبِتاً، وأَعَزِّ اَلْأُروُمَاتِ مَغْرِساً، مِنَ اَلشَّجَرَةِ اَلَّتِي صَدَعَ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ، واِنْتَجَبَ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ، عِتْرَتُهُ خَيْرُ اَلْعِتَرِ، وأُسْرَتُهُ خَيْرُ اَلْأُسَرِ، وشَجَرَتُهُ خَيْرُ اَلشَّجَرِ، نَبَتَتْ فِي حَرَمٍ، وبَسَقَتْ فِي كَرَمٍ، لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ، وثَمَرَةٌ لاَ يُنَالُ، فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اِتَّقَى، وبَصِيرَةُ مَنِ اِهْتَدَى، سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ، وشِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ، وزَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ، سِيرَتُهُ اَلْقَصْدُ، وسُنَّتُهُ اَلرُّشْدُ، وكَلاَمُهُ اَلْفَصْلُ، وحُكْمُهُ اَلْعَدْلُ، أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ اَلرُّسُلِ، وهَفْوَةٍ عَنِ اَلْعَمَلِ، وغَبَاوَةٍ مِنَ اَلْأُمَمِ.
ومنها في عظة الناس:
اِعْمَلُوا رَحِمَكُمُ اَللَّهُ، عَلَى أَعْلاَمٍ بَيِّنَةٍ، فَالطَّرِيقُ نَهْجٌ يَدْعُوا إِلى دارِ اَلسَّلامِ، وأَنْتُمْ فِي دَارِ مُسْتَعْتَبٍ عَلَى مَهَلٍ وفَرَاغٍ، واَلصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ، واَلْأَقْلاَمُ جَارِيَةٌ، واَلْأَبْدَانُ صَحِيحَةٌ، واَلْأَلْسُنُ مُطْلَقَةٌ، واَلتَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ، واَلْأَعْمَالُ مَقْبُولَةٌ.