ورأى غورباتشوف في مقالة نشرت في مجلة "تايم" الأمريكية، أن وباء الفيروس التاجي العالمي أظهر بوضوح ضرورة إعادة توجيه الأموال من الأهداف العسكرية لضمان الأمن البشري.
وشدد الزعيم السوفيتي السابق على ضرورة وضع الأمن البشري في المقام الأول، وقبل كل شيء، توفير الغذاء والمياه وحماية البيئة وإعطاء الأولوية التامة لصحة الإنسان.
ولفت إلى ضرورة تغيير مفهوم الأمن بشكل جذري، والذي لا يزال حتى الآن ينحصر بشكل رئيس في الجانب العسكري.
وأكد غورباتشوف في هذا الشأن أن "كل الجهود سيكون مآلها الفشل، إذا استمرت الحكومات في إلقاء الأموال الهائلة في مرجل سباق التسلح. وتتضح اليوم بشكل خاص، ضرورة إعادة توزيع الأموال، وإعادة توجيهها من الأهداف العسكرية إلى الأهداف المتعلقة بالأمن البشري".
ورأى الرئيس السوفيتي السابق وجود حاجة إلى "تطوير استراتيجية، وإعداد وتخطيط وإنشاء احتياطيات"، من أجل الأمن البشري.
واقترح لهذا الهدف "البدء في التحضير لجلسة طارئة للأمم المتحدة وعقدها بمجرد استقرار الوضع. ويجب أن تُجرى مراجعة كاملة للأجندة العالمية. على وجه التحديد، أدعو جميع الدول إلى القبول بالالتزام خفض ميزانياتها العسكرية بنسبة 10-15%. هذا هو الحد الأدنى الذي يجب عمله اليوم".
وأكد غورباتشوف أن وباء كورونا يشكل تهديدا واحدا لجميع البلدان "ولا أحد بمفرده يستطيع مواجهة هذا التحدي الجديد".
ورصد الزعيم السوفيتي السابق أن خطر وباء كورونا وتبعاته اليوم، "شديد بشكل خاص على الفقراء، وهو يزيد في الوقت نفسه من تفاقم مشكلة عدم المساواة"، داعيا العالم إلى أن يتغير بعد الوباء نحو الأفضل بشكل حقيقي.
وأعرب عن قناعته بأن "المهمة الرئيسة اليوم هي هزيمة هذا العدو الخبيث. لكننا نحتاج اليوم إلى التفكير في الكيفية التي سنعيش بها، بعد أن نترك هذه المشكلة وراءنا".