البث المباشر

تفسير موجز للآيات 67 الى 74 من سورة ص

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 845

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة على رسول الله وأهل بيته الأطهار .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم إلى برنامج نهج الحياة حيث نواصل الحديث في سورة صاد المباركة و تحديدا في الايات 67 حتى 74 منها.. بداية نستمع إلى تلاوة الايات 67 حتى 70 من هذه السورة المباركة:

قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾

 أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾

 مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾

إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٧٠﴾

تناولنا في الحلقة الماضية موضوع العقاب الأليم الذي سيحل بأهل النار، و العذاب الدنيوي الذي نزل بالاُمم الظالمة البائدة، كلّها كانت تحمل طابع إنذار وتهديد للمشركين والعاصين والظالمين. ثم تخاطب الايات الرسول الأكرم (ص) ليقول للناس إن ما جرى الحديث عنه هو نبأ عظيم وعظمته كعظمة الكون، وهو نبأ نزل من الله الخالق العزيز الغفّار والواحد القهّار.النبأ الذي لم يتقبّل عظمته الكثير من الناس حين نزوله. ثم ينفي الرسول علمه بالمناقشات التي دارت بين الملأ الأعلى وملائكة العالم العلوي بخصوص خلق الإنسان، لأنّ العلم يأتيه عن طريق الوحي، والشيء الذي يوحى إليه هو أنّه نذير مبين.

نستلهم من الايات مواعظ منها:

  • لا يمكن معرفة صحة عقيدة أو بطلانها على أساس رفض الناس لها أو القبول بها.
  • إن المصدر الذي يعتمد عليه النبي في معرفة الأمور الغيبية هو الوحي وبالمقدار الذي يحدده الله تعالى.

 

والان نستمع إلى تلاوة الايتين 71 و72 من سورة صاد:

إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾

 فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ 

تشير هذه الايات إلى حوار الملائكة حول موضوع خلق آدم حيث أخبرهم الله تعالى أنه سيخلق آدم من تراب وسينفخ فيه من روحه ولذلك يجب عليهم أن يسجدوا له. صحيح أن جسم الانسان مكون من تراب وماء أو أنه يرتزق من النباتات أو لحوم الحيوانات التي تتغذي على الأرض إلا أنه يحمل تلك النفحة الالهية في وجوده و قد كرمه الله تعالى على سائر الخلق و جعله خليفة له في أرضه و هو مستعد لتلقي شيئ من العلم والقدرة و الرحمة الالهية.

نتعلم من الايتين:

  • كانت الملائكة ولم يكن البشر إلا أن الله فضل البشر على الملائكة فالمؤهلات والكفاءات البشرية ترجح على الملائكة.
  • للإنسان بعدان بعد مادي وبعد معنوي. لقد سجدت الملائكة للإنسان تعظيما لبعده المعنوي .
  • لا يجوز السجود لغير الله إلا بأمر منه تعالى

 

و إليكم الان تلاوة الايتين 73 حتى 74:

فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾

 إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾

الايات القرانية أن الملائكة عباد لا يعصون أوامر الله تعالى ولذلك فقد نفذوا أمر الله تعالى بالسجدة لآدم عليه السلام إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين و هذا ما ادى به إلى أن يهبط إلى الأرض ويطرد من العرش الالهي .

من الطبيعي أن إبليس إذا كان من الملائكة لأطاع الله ولكنه كان من الجن و الجن هو الاخر كالانسان حر يختار أحد النجدين ..وقد جاء في الروايات أن إبليس كان مع الملائكة لكثرة عبادته فخوطب بخطاب الله تعالى مع الملائكة .

نتعلم من الاية نقاط منها:

  • إن الاغترار والتكبر من أسباب انهيار الاشخاص .
  • إن الرفقة مع أناس طيبين صالحين لا تكون سببا وراء خلاص الأفراد بل إن السعي والمجاهدة أمر ضروري لنيل الفوز والفلاح .

 

إلى هنا وتنتهي حلقة أخرى من حلقات برنامج نهج الحياة سائلين الله تعالى أن يحسن عواقب أمورنا بلطفته وكرمه و أن يلهمنا التقوى.. إلى اللقاء .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة