البث المباشر

تفسير موجز للآيات 1 الى 4 من سورة ص

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 834

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين .. مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة حيث نشرع بدء من هذه الحلقة تقديم شرح ميسر لسورة صاد المباركة و هي السورة الثامنة والثلاثين بسحب التسلسل الموجود في المصاحف ولها 88 آية .

سورة "ص" يمكن إعتبارها مكمّلة لسورة الصافات، فمجمل مواضيعها يشابه كثيراً ما ورد في سورة الصافات، ولكون السورة مكيّة النّزول فإن خصائصها كخصائص بقيّة السور المكيّة التي تبحث في مجال البدء والمعاد ورسالة الرّسول الأكرم (ص)، كما أنّها تحتوي على مواضيع حسّاسة اُخرى، وفي المجموع بمثابة الدواء الشافي لكلّ الباحثين عن طريق الحقّ.

لنستمع معا إلى تلاوة الايتين الاوليين من هذه السورة المباركة :

 

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ 

بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢﴾

تبدء السورة بأحد الحروف المقطعة والتي ذكرت في تفسيرها آراء منها أن هذه الحروف إشارة إلى أن هذا الكتاب السماوي، بعظمته وأهميّته التي حيرت فصحاء العرب وغير العرب، وتحدت الجن والإنس في عصر الرسالة وكل العصور، يتكون من نفس الحروف المتيسرة التي هي في متناول الجميع.

ثمّ يقسم الله تعالى بالقرآن واصفا إياه بـ"ذي الذكر" والذي هو حقّاً معجزة إلهيّة، فالقرآن يذكر الأنسان بالله و نعمه، ومحكمته الكبرى يوم القيامة، والهدف من وراء خلق الإنسان. و لكن الذين يكذبون بالقران ولا يستسلمون للنبي (ص)، ليس لأنه لم يصل إليهم كلام الله بل لأنهم ابتلوا بالتكبّر والغرور اللذين يمنعان الكافرين من قبول الحقّ، كما أنّ عنادهم وعصيانهم- هما أيضاً- مانع يحول دون تقبّلهم لدعوة النبي (ص).

نستلهم من الايتين بعضا من المواعظ هي :

  • عندما يقسم الله بالقران فهذا يدل على عظمة القران الكريم .
  • إن القران يوقظ الضمائر النائمة و هو يذكرأصحابها بحقائق غفلوا عنها .
  • لقد أنزل القران تذكرة و هداية للناس إلا أن هناك من يرفض الهداية تكبرا وعنادا.

 

والان نستمع إلى تلاوة الايتين 3 و4 من سورة ص:

كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾ 

وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤﴾

تحدثت الايتان حول مشركي مكة و هي قد أنذرتهم بمصير الأمم الأخرى فلو دققوا فيه لوجدوا كيف أنهم أحيطوا بنتائج كفرهم وشركهم بالله تعالى ، فلا مهرب لهم ولا منجى من تلك النتائج الكارثية .

فعندما كان أنبياء الله في السابق يعظون المشركين ويحذّرونهم من عواقب أعمالهم القبيحة، لم يكتفوا بصمّ آذانهم وعدم الإستماع، وإنّما كانوا يستهزئون ويسخرون من الأنبياء ويعذّبون المؤمنين ويقتلونهم.

لقد ذكرت كتب التأريخ أن مجموعة من كبار قريش و فيهم أبو جهل دخلت على أبي طالب (ع) حامي الرسول (ص) فقالوا: إنّ ابن أخيك قد آذانا وآذى آلهتنا، فادعه ومره فليكفّ عن آلهتنا ونكفّ عن إلهه. فقال له: يا ابن أخي! إن قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته.

نستلمهم من الايتين :

  •  إن الكفر و الشرك بالله تعالى إذا كانا بدافع العناد و العداوة فهما من أسباب هلاك الانسان في الدنيا.
  • لا مهرب ولا منجى من الله إلا إليه .
  • إن التوبة والإنابة إلى الله ستكون نافعة حتى ما قبل الموت ونزول العذاب و اما بعد ذلك فلا جدوى للندم والتوبة .
  •  ينبغي أن يكون الانبياء من صنف البشر ليكونوا بحق أسوة للناس .
  • إن من أكثر أدوات الكفار و الظالمين لمواجهة المؤمنين هو بث الأكاذيب وكيل التهم ونسبة السحر أو الزندقة للانبياء أو لمن آمن بهم و عليه يجب أن يتهيأ أتباع الأنبياء لمواجهة تلك التهم و الأكاذيب.

 

أيها الأكارم سنواصل الحديث في سورة " ص " المباركة في الحلقة المقبلة بإذن تعالى فحتى ذلك الحين نستودعكم الرعاية الالهية والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة