البث المباشر

تفسير موجز للآيات 174 الى 182 من سورة الصافات

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 833

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة على رسول الله محمد و آله الطاهرين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..و أهلا بكم ..نواصل حديثنا في الآيات الأخيرة من سورة الصافات المباركة ونبدء بالاستماع إلى تلاوة مرتلة للايات 174 حتى 177 من سورة الصافات المباركة:

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿١٧٤﴾

 وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴿١٧٥﴾

أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴿١٧٦﴾

 فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ ﴿١٧٧﴾

أشرنا في الحلقة الماضية إلى أن مستقبل البشرية هو مع غلبة الحق وأنصاره واعتلاء كلمة الأنبياء والمؤمنين على الكفر والكافرين. آيات هذه الحلقة تخاطب النبي (ص) بالإعراض عن المشركين والكافرين برهة من الزمن، فإما أن يتذكروا ويعودوا إلى صوابهم وإما أن يعاقبهم الله على أعمالهم وينزل عليهم العذاب. إن هذا الإعراض النبوي عنهم جعل المشركين المعاندين ليتساءلوا عن العذاب الإلهي الذي وعدهم به رسول الله (ص) فقالوا له : إن كنت صادقاً، فلِمَ هذا التأخير؟... هنا يردّ القرآن الكريم عليهم بلهجة شديدة مرافقة بالتهديد، : اُولئك الذين يستعجلون العذاب وأحياناً يتساءلون (متى هذا الوعد) وأحياناً اُخرى يقولون متسائلين (متى هذا الفتح) (أفبعذابنا يستعجلون)؟ فعندما ينزل عذابنا عليهم، ونحيل صباحهم إلى ظلام حالك، فإنّهم في ذلك الوقت سيفهمون كم كان صباح المنذرين سيّئاً وخطيراً (فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين)

وإلى بعض من تعاليم هذه الايات:

  • أحد أساليب مواجهة المعاندين هو الإعراض عنهم لعلهم يعودون إلى رشدهم.
  • إن الإعراض عن المعاندين والمعارضين و قطع العلاقة معهم يجب أن يكون مؤقتا و على أساس منطقي أي أن لا يكون بدافع من الانتقام وذلك من أجل أن لا تنغلق الأبواب بوجههم للرشد والهداية.
  • سيذوق المعاندون والمكذبون للدين الحق طعم الهزيمة والفشل في الدنيا ليكونوا عبرة لمن اعتبر والمؤمنون سيرون عاقبة هؤلاء المشؤومة .

 

و الان نستمع إلى تلاوة الايات 178 حتى 182 من سورة الصافات المباركة:

وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿١٧٨﴾

 وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴿١٧٩﴾

 سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾

 وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾

 وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٢﴾

الآيتان الأوليان في بحثنا هذا، تشبهان الآيات التي وردت في البحث السابق، وتكرارها هنا إنّما جاء للتأكيد، إذ تقول بلغة شديدة : تولّ عنهم يا رسول الله واتركهم في شأنهم لمدّة معيّنة وانظر إلى لجاجة الكافرين وكذبهم وممارساتهم العدائية ونكرانهم لوجود الله، الذين سينالون جزاء أعمالهم عمّا قريب

وتختتم السورة بثلاثة آيات ذات عمق في المعنى بشأن (الله) و (الرسل) و (العالمين)، إذ تنزّه الله ربّ العزّة والقدرة من الأوصاف التي يصفه بها المشركون والجاهلون (سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون).

وفي الآية الثانية شمل الباري عزّوجلّ كافّة أنبيائه بلطفه غير المحدود، وقال: (وسلام على المرسلين). السلام الذي يوضّح السلامة والعافية من كلّ أنواع العذاب والعقاب في يوم القيامة، السلام الذي هو صمّام الأمان أمام الهزائم ودليل للإنتصار على الأعداء.

وأخيراً اختتمت السورة بآية تحمد الله (والحمد لله ربّ العالمين).و هي تستعرض جزءاً آخر من النعم الإلهية، وبالخصوص أنواع النعم الموجودة في الجنّة، وانتصار جند الله على جنود الكفر، والحمد والثناء الذي جاء في هذه الآية فيه إشارة لكلّ تلك الاُمور.

نستلهم من الايات الأخيرة من سورة الصافات بعضا من الدروس هي :

  • إن وعد الله بعقوبة الكفار والظالمين أمر حتمي لا يشك فيه أبدا.
  • إن العزة التي لا تضام هي لله وحده ومن اعتز بهذا النوع من العزة فلا يذل ولا يضام .
  • إن الحمد و الثناء لله رب العالمين وحده لأنه مالك الملك ومدبره و هو مصدر جميع الكمالات والخيرات والبركات .

 

ايها الأكارم .. بهذا تنتهي سورة الصافات المباركة نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يهدنا بهديه المبارك و أن يجمع شمل الأمة تحت ظلال القران الكريم والأئمة الهداة المهديين (ع) بإذن الله نلقاكم في الحلقة المقبلة لنشرع بالحديث عن سورة "صاد" المباركة حتى ذلك الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة