البث المباشر

تفسير موجز للآيات 161 الى 173 من سورة الصافات

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 832

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة على رسول الله محمد و آله الأطهرين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..و أهلا بكم ..نواصل حديثنا في سورة الصافات المباركة من خلال تقديم شرح ميسرحول الايات161 حتى173 من هذه السورة المباركة . بداية ننصت إلى تلاوة مرتلة161 حتى 163 من سورة الصافات المباركة:

 فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ﴿١٦١﴾

 مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ﴿١٦٢﴾

 إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ﴿١٦٣﴾

تحدثت الايات السابقة عن عقائد المشركين الباطلة بشأن الملائكة والجن حيث ظنوا أن الملائكة هم إناث وأنهن بنات لله (تعالى عن ذلك علوا كبيرا) ، آيات هذه الحلقة تؤكّد في البداية حقيقة أنّ وساوس عبدة الأصنام لا تؤثّر على الطاهرين والمحسنين، وإنّما القلوب المريضة والأرواح الملوثة هي التي تستسلم لتلك الوساوس، قال تعالى: (فإنّكم وما تعبدون)لا تستطيعون خداع أحد بوسائل الفتنة والفساد عن الطريق المؤدّي إلى الله إلاّ اُولئك الذين اختاروا طريق جهنم.

هذه الايات تعظ المتأمل فيها بنقاط منها:

  • أن الله تعالى خلق الانسان حرا في اختيار الطريق الذي يريد سلوكه في الدنيا ولا أحد سوف يجبره فيه .
  • إن اختيار الطريق هو بيد الانسان ولكن نهايته خارج عن إرادته بمعنى أن الانسان الذي اختار طريق جهنم عليه أن لا يتوقع دخول جنة الخلد .

والان ننتقل إلى الايات 164 إلى 166 من سورة الصافات المباركة فلنستمع معا:

وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ﴿١٦٤﴾

 وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ﴿١٦٥﴾

 وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴿١٦٦﴾ 

نواصل بحثنا حول الآيات الثلاث والتي تتناول المرتبة العالية لملائكة الله، وتقول مخاطبة عبدة الأصنام: إنّ الملائكة التي كنتم تزعمون أنّها بنات الله لها مقام معيّن، والجميل في هذه العبارة أنّ الملائكة هي التي تتحدّث عن نفسها و هي تضيف أنّنا جميعاً مصطفَوْن عند الله في انتظار أوامره وإنّنا جميعاً نسبّحه، وننزّه عمّا لا يليق بساحة كبريائه.

إلى بعض من تعاليم الايات:

  • إن الله يدبر أمر الكون من خلال نظام الأسباب والمسببات و أن للملائكة دورا مهما في تنفيذ أوامر الله تعالى في تدبير الكون.
  • ليست الملائكة سوى مخلوقات الله ليطعوا أمره و ينفذوه بأفضل وأحسن طريقة.
  • لكل ملك من الملائكة مقام ومسؤولية عند الله تعالى .

 

أيها الأكارم نواصل الاستماع إلى تلاوة مرتلة للايات 167 حتى 170 من سورة الصافات المباركة:

وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ ﴿١٦٧﴾ 

لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنَ الْأَوَّلِينَ ﴿١٦٨﴾

 لَكُنَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿١٦٩﴾

 فَكَفَرُوا بِهِ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿١٧٠﴾

تشير هذه الايات إلى قول مشركي مكة لليهود والنصارى الذين كانوا يقطنون في الجزيزة العربية إنه لوبعث الله إلينا رسولا و أنزل معه كتابا من السماء لآمنا به وكنا من عباده المخلصين فلما أنزل الله عليهم القران كذبوا به ولم يرضخوا له ..فسوف يعلمون عاقبة تكذيبهم للقران ولرسالة النبي (ص).

تعلمنا الايات:

  • إن الله تعالى قد أتم الحجة على الناس وأرسل إليهم رسلا مزودين بكتاب يهدي للتي هي أقوم كي لا يبقى عذر لمن يعتذر .
  • كثيرون من يدعون بالخير والصلاح إلا أنهم كاذبون .فهناك من يزعم بقبوله دين الحق ولكن سلوكه يخالف الحق ويعارضه.

احبائنا القرانيين ننصت خاشعين الان إلى تلاوة الايات 171 حتى 173 من سورة الصافات:

وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ﴿١٧١﴾

 إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ﴿١٧٢﴾ 

وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿١٧٣﴾

تتوجه الايات للحديث عن أهل الإيمان لترسخ فيهم روح الإيمان والثبات على الحق ومناصرة الانبياء ورسالاتهم لأن الله قد وعد بانتصار الحق و أهله وبطلان الباطل وأهله . فقد قال تعالى(وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين).

ترشدنا الايات إلى مفاهيم منها:

  • إن غلبة الحق و الإيمان على الباطل والكفر وعد إلهي غير مكذوب.
  • إن مستقبل البشرية بيد الانبياء وأن هزيمة الأعداء أمر لا ريب فيه.
  • يحظى المؤمنون بتأييد الله وحمايته بالرغم من قلة عددهم أمام الكافرين الذين لا ناصر لهم من الله .

ايها الأكارم .. بهذا تنتهي حلقة أخرى من حلقات برنامج نهج الحياة شكرا لكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة