البث المباشر

تفسير موجز للآيات 114 الى 122 من سورة الصافات

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 827

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة على رسول الله محمد و آله الطاهرين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..و أهلا بكم ..نواصل حديثنا في سورة الصافات المباركة ونبدء بتقديم شرح ميسر حول الايات 114حتى 122 من هذه السورة المباركة والبداية ننصت إلى تلاوة مرتلة للايات 114حتى 116 من هذه السورة المباركة:

 وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿١١٤﴾ 

وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿١١٥﴾

 وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿١١٦﴾ 

الآيات المباركة تشير إلى جوانب من النعم الإلهيّة التي أغدقها الله جلّ شأنه على موسى وأخيه هارون، والبحث هنا يتناغم مع البحوث السابقة بشأن نوح وإبراهيم في الآيات السابقة، فمحتوى الآيات يشابه بعضه البعض، ونفس الألفاظ تتكرّر في بعض الجوانب، وذلك لتوجد نظاماً تربوياً منسجماً للمؤمنين.

النعمة الأولى التي أنعم الله بها على موسى وهارون هي خلاصهم من بطش فرعون و جنوده و الغلبة عليهم .

فكان فرعون وجنوده يذبحون أولادبني إسرائيل ويسخّرون نساءهم في خدمتهم، ويستعبدون رجالهم ويستعملونهم في الأعمال الشاقّة في مثل هكذا ظروف يتلقى النبي موسى أوامر إلهية بتخليص قوم بني إسرائيل من ذلك العذاب الاليم.

لقد عبر بنو إسرائيل النيل بسلام و قد غرق فرعون وأعوانه الظلمة بفضل العون والتسديد الإلهي ليرى الناظر كيف أن الله يهلك عدوه المسلح بأنواع الأسلحة أمام شعب أعزل لا حول له ولا قوة . و هكذا ورث بنو إسرائيل جميع الأموال والأملاك والحدائق والقصور التي كان ينعم بها فرعون وجنوده .

نتعلم من الايات دروسا ومواعظ منها:

  • إن استحضار الألطاف و الرحمات الإلهية للانبياء السابقين يستوجب الطمأنية والاستقرار للمسلمين طوال التاريخ.
  • إن إزالة الهموم والغموم والضغوط النفسية و الوصول إلى حالة الاستقرار النفسي من أكبرالنعم الالهية.
  • لا يهدء بال الانبياء إلا إذا أعيد حق المظلوم من الظالم.

 

و الان أيها الأكارم نستمع إلى الايات 117 حتى 119 من سورة الصافات:

وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ ﴿١١٧﴾

 وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١١٨﴾

 وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ ﴿١١٩﴾

بعد حصول بني إسرائيل على نعمة الحرية والخلاص من الاستبداد الفرعوني تشير الايات إلى نعمة كبيرة أخرى وهي نزول الكتاب السماوي لهدايتهم إلى مرفأ السعادة والخير في الدارين .فقد كان الناس بحاجة إلى طريق مستقيم خال من كلّ اعوجاج، ألا وهو طريق الأنبياء والأولياء، والذي لا يوجد فيه أي خطر من قبيل الإنحراف والضلال والسقوط.

نستلهم من الايات مواعظ نشير إلى بعض منها:

  • إن خلاص الناس من الظلم والاستبداد يمهد لهم الطريق المستقيم للوصول إلى الله تعالى.
  • إن الكتب السماوية تهدي الانسان إلى طريقة العيش السليم في الدارين شريطة أن لا تنالها يد التحريف .

 

والان نستمع إلى تلاوة الايات 120 حتى 122 من سورة الصافات المباركة:

سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿١٢٠﴾

 إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١٢١﴾

 إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٢﴾ 

تستعرض هذه الايات التحيّة الالهية المباركة التي وردت إلى كلّ من موسى وهارون من عند الله ، السلام الذي هو رمز لسلامة الدين والإيمان والرسالة والإعتقاد والمذهب، السلام الذي يوضّح النجاة والأمن من العقاب والعذاب في هذه الدنيا وفي الآخرة. وفي المرحلة الأخيرة نصل إلى مرحلة الثواب والمكافأة الكبرى التي يقدّمها الباري عزّوجلّ إليهما فتلك المكافأة لم تكن بلا سبب، بل لانهما كانا من المحسنين المؤمنين المخلصين الذين جسدوا معنى العبودية والتسليم إلى الله بكل معنى الكلمة، فمثل هؤلاء جديرون بالثواب والمكافأة و هي مكافأة تشمل تشمل كل المؤمنين المحسنين طوال التاريخ.

تعلمنا الايات معاني عميقة منها:

  • إن تحية الله تعالى تشمل كل المحسنين والصالحين طوال التاريخ.
  • جميع المساعي في طريق تبيين المعارف الدينية وهداية المجتمع هو نوع من الإحسان .
  • تعتبر النعم الإلهية الخاصة التي تشمل المحسنين سنة كونية تجري طوال التاريخ.

 

ايها الأكارم .. بهذا تنتهي حلقة أخرى من حلقات برنامج نهج الحياة شكرا لكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة