البث المباشر

تفسير موجز للآيات 79 الى 92 من سورة الصافات

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 823

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة علي رسول الله وأهل بيته الأطهار .. أحبة القران الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ها نحن معكم ضمن حلقة أخرى من حلقات برنامج نهج الحياة لنواصل الحديث في ايات أخرى من سورة الصافات . نبدء البرنامج بالانصات إلى تلاوة الايات 79 إلى 82 من سورة الصافات المباركة:

سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾

 إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾

 إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ 

ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾

أشارت الايات في الحلقة الماضية إلى نجاة نبي الله نوح (ع) و أهله و أصحابه من الطوفان العظيم حيث شملهم الأمن والسلام الالهي لأنهم تحمّلوا كافّة الصعاب والآلام، في سبيل الله. فسلام الله على نوح وسام خالد يفتخر به في العالمين .

لقد كانت عبودية نوح (ع) وإيمانه بالله تعالى إضافةً إلى إحسانه وعمله الصالح السبب الرئيس وراء اللطف الإلهي الذي شمل نوحاً بحيث أنقذه من الغمّ الكبير، وبعث إليه بالسلام، السلام الذي يمكن أن يشمل كلّ من عمل بما عمل به نوح، لأنّ معايير الألطاف الإلهيّة لا تتخلّف، ولا تختّص بشخص دون آخر.و بالمقابل فإن مصير الاُمّة الظالمة الشريرة الحاقدة هو الغرق والهلاك .. (ثمّ أغرقنا الآخرين). ترشدنا الايات إلى مواعظ منها:

  • إن زيارة الأولياء والانبياء والسلام عليهم هو عمل إلهي مقدس .
  • إن إثابة المحسنين من سنن الله تعالى .
  • لايجدي الإحسان إلا عندما يرافقه الايمان و لا إيمان دون الأحسان
  • حين نزول العذاب الإلهي ينجي الله المؤمنين حتى وإن كانوا يعيشون مع الكفار والمشركين.

أيها الاكارم ننصت الان إلى تلاوة الايات 83 حتى 87 من سورة الصافات:

 وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ﴿٨٣﴾

 إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٤﴾

 إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ﴿٨٥﴾

 أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّـهِ تُرِيدُونَ ﴿٨٦﴾

 فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾ 

إن القلب السليم هو أهم صفة يشير إليها القران الكريم في هذه الايات والسليم مشتقّة من السلامة بصورة مطلقة، فإنّها تشمل أيضاً السلامة من كلّ الأمراض الأخلاقية والعقائدية.

من هنا تبدأ قصّة إبراهيم ذي القلب السليم، والروح الطاهرة، والإرادة الصلبة، والعزم الراسخ، مع قومه، إذ كلّف بالجهاد ضدّ عباد الأصنام، وبدأ بأبيه وعشيرته (إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أإفكاً آلهة دون الله تريدون)

ترشدنا الايات إلى مفاهيم منها:

  • إن الانبياء يسيرون على طريق واحد فلا يؤثر فيهم اختلاف الزمان والمكان بينهم .
  • إن الانسان مسؤول عن هداية الاخرين و عليه أن يسعى لهداية الأقربين و من حوله.
  • إن الأولياء لا يتأثرون بالبيئة الفاسدة بل يسعون إلى إصلاحها.

 

و الان أيها الأكارم ننصت إلى تلاوة الاية88حتى 92 من سورة الصافات :

فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ 

فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ 

فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ ﴿٩٠﴾

 فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ 

مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾

تشير الايات إلى قصة احتفال عبدة الاصنام خارج المدينة و استغلال إبراهيم (ع) هذه الفرصة الجيّدة لتحطيم الأصنام، الفرصة التي كان إبراهيم (ع) ينتظرها .فحين دعاه قومه ليلا للمشاركة في مراسمهم نظر إلى النجوم (فقال إنّي سقيم).وهكذا اعتذر عن مشاركتهم.وبعد اعتذاره تركوه وأسرعوا لتأدية مراسمهم فذهب إلى معبد الأصنام، ونظر إلى صحون وأواني الطعام المنتشرة في المعبد،فصاح بها مستهزئاً، ألا تأكلون من هذا الطعام الذي جلبه لكم عبدتكم ؟ما لكم لا تنطقون.

ترشدنا الايات إلى مفاهيم منها:

  • إن الداعي إلى الحق عليه أن يعرف لغة و ثقافة القوم .
  • إن الداعي إلى الحق عليه أن يبدع في مواجهة الانحرافات الفكرية والاخلاقية و يستثمر الفرص المؤاتية

 

.. في الختام نشكركم على المتابعة ونستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة