البث المباشر

تفسير موجز للآيات 69 الى 78 من سورة الصافات

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:24 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياةك الحلقة 822

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين السلام عليكم مستمعي برنامج نهج الحياة وأهلا بكم إلى تكملة الحديث في سورة الصافات و تحديدا عند شرح ميسر للايات 69 حتى 71 من هذه السورة المباركة ..

إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾

 فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴿٧٠﴾

 وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٧١﴾

جرى الحديث في الحلقة الماضية حول الظروف الصعبة التي يواجهها الكفار والمجرمون في جهنم ليصل الدور إلى الحديث عن سبب تلك العاقبة، فتقول الاية : إنّهم ألفوا آباءهم ضالّين.. إن السبب الرئيس الذي أدّى إلى دخول اُولئك جهنّم ونيلهم العذاب الأليم ، هو اتباعهم الأعمى لتقاليد آبائهم بل إنّهم كانوا يسرعون الخطى على آثارهم دون أي تأمل و تدبر وتعقل فيها .

وإلى ما تحمله الايتان من تعاليم :

  • إن التعاليم الإسلامية تنهى عن تقليد المبادئ والمعتقدات فلا يجوز للفرد أن يقلد من أبيه أو من مجتمعه أو من العلماء أصول عقائده ومبادئه بل يجب على الفرد أن يدرس ويتحقق بنفسه من سلامة معتقده .
  • إن التقليد الأعمي يودي بصاحبه إلى الخسارة في الدنيا والاخرة.
  • يجب تقويم الآداب والتقاليد السالفة بميزان العقل والمنطق بعيدا عن العواطف والتعصب الجاهلي.

 

الاحبة ننصت إلى تلاوة الايات 72 إلى 74 من سورة الصافات:

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ ﴿٧٢﴾ 

فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿٧٣﴾

إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿٧٤﴾

تكملة للايات السابقة تشير الاية إلى أن ضلالة هؤلاء لم تكن بسبب افتقادهم القائد وعدم موعظتهم فقد بعث الله إليهم رسلا مبشرين ومنذرين من خطر الشرك بالله والكفر به، والظلم والإعتداء، وتقليد الآخرين بصورة عمياء، ولإطلاعهم على مسؤولياتهم. ثمّ يقول القران في عبارة قصيرة ذات معان عميقة (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين).المخاطب في لفظة (فانظر) من الممكن أن يكون رسول الله (ص) أو أي شخص عاقل يقظ. وفي الحقيقة إنّ هذه الآية المباركة تشير إلى نهاية أقوام أشار القران إليها في مختلف السور .وأمّا الاية الاخيرة فإنّها تستثني جماعة من العذاب الإلهي (إلاّ عباد الله المخلصين).

الملاحظ أنّ هذه الآية تشير إلى عاقبة هذه الاُمم، وتدعو إلى التمّعن في العذاب الأليم الذي ابتلوا به، والذي أهلكهم وأبادهم جميعاً ما عدا عباد الله المؤمنين والمخلصين الذين نجوا من هذا العذاب وهم الذين أخلصهم الله لنفسه وأزال عنهم الشوائب ليجعلهم خالصين، ولهذا فإنّهم يمتلكون الحصانة الكاملة تجاه الإنحرافات والزلل.

نستلهم من الايات مواعظ منها:

  • حشر مع الناس عيد شعار يرفضه القران بل إنه يأمر بتحذير المنحرفين لا الإنضمام إليهم و التستر بهم .
  • إن التأمل في تاريخ الأقوام السابقة يمنح الانسان القدرة على التمييز بين الحق والباطل .
  • إن الإخلاص في عبودية الله تعالى وسيلة لنجاة الانسان و خلاصه من سوء العاقبة و بالتالي سعادته في الدنياو الاخرة .

 

أيها الأكارم نستمع إلى تلاوة الايات 75حتى 78 من سورة الصافات:

وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾

 وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾

وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾

 وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾

من هنا يبدأ سرد قصص تسعة أنبياء من أنبياء الله الكبار، وتشرع الآيات بنوح شيخ الأنبياء وأوّل اُولي العزم من الرسل و دعائه على قومه بعد أن يئس من هدايتهم (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون)ولذا فإنّ الله سبحانه وتعالى يجيبه في الآية التالية بالقول: (ونجّيناه وأهله من الكرب العظيم وجعلنا ذرّيته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين). أي أنّنا جعلنا لنوح ثناءً وذكراً جميلا في الأجيال والاُمم اللاحقة.

و نستلهم من الايات المباركات بعضا من المعاني وهي :

  • إن الدعاء هو السبيل لتلقي العون الالهي لمن يقوم بواجبه بالنحو المطلوب.
  • إن البقاء أو الانقراض أمر بيد الله تعالى .

الأكارم مع انتهاء هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة نشكركم على طيب تواصلكم واستماعكم .. نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة