البث المباشر

تفسير موجز للآيات 36 الى 44 من سورة يس

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 807

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ...مرحبا بكم أيها الأكارم ضمن هذه الحلقة من نهج الحياة حيث نواصل التأمل عند الايات 36 حتى 44 من سورة يس المباركة . فلنشنف الأسماع بدأ بتلاوة مرتلة للاية 36 من هذه السورة المباركة :

سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٦﴾

تحدثنا في الحلقة السابقة حول دلائل التوحيد في عالم الطبيعة و هذه الاية تشيرإلى أحد أهم الأصول الحاكمة على نظام الخلق أي قانون الزوجية . فالله الذي خلق الأزواج كلها في هذا العالم الواسع، لا حدّ لعلمه وقدرته وهو منزّه عن كلّ نقص وعيب، فلا شريك له ولا شبيه ، وإن عدّ بعض الناس الحجر والخشبة الميّتة نظائر له عزوجل، فإنّ ذلك افتراء باطل لا ينقص من مقام كبريائه شيئاً.

تعلمنا الاية دروسا نذكر منها:

  • إن الله خلق الكون على أساس قانون الزوجية لكنه بعيد كل البعد عن أن يكون له شريك أو زوج فهو وحده لا شريك له ولا نظير.
  • بالنظر إلى الأمور الغريزية و الجسمية فلا فضل للإنسان مقابل سائر الكائنات الحية .
  • إن علم الإنسان محدود ولم يتمكن من كشف الكثير من حقائق الكون .

 

والان ايها الاكارم نستمع الى تلاوة الايات 37 إلى 40 من سورة يس المباركة:

وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾

 وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾

 وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾

 لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾

تواصل هذه الايات الحديث عن قسم آخر من آثار عظمة الله في عالم الوجود، وحلقة اُخرى من حلقات التوحيد التي جرى الحديث عنها في الآيات السابقة فيما يتعلّق بالمعاد وإحياء الأرض الميتة، ونمو النباتات والأشجار. تشير الايات إلى الحركة المنظمة للشمس والقمر على مدارهما الخاص و بسرعة محددة و ما ينتج عن ذلك من ظهور الليل والنهار ونظام الأشهرو السنين، النظام الذي يعتمد على حركة القمر في السنة القمرية وعلى الشمس في السنة الشمسية ، ذلك النظام الذي يعطي لحياة الإنسان تنظيما وبرنامجاً معيّناً يؤدّي إلى تنظيم حياته في مختلف النواحي.

نستلهم من الايات معاني نذكر منها:

  • إن ثبوت برنامج حركة الشمس والقمر بشكل واحد على مر العصور و دون أي خلل يدل على وجود منظم حكيم وعليم .
  • تم تنظيم مدار حركة الشمس والقمر بنحو لا يصطدمان ببعضهما ولا يؤدي إلى الإخلال بحركة الليل والنهار .

 

ايها الاحبة إليكم تلاوة 41 إلى 44 من سورة يس:

وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿٤١﴾ 

وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ﴿٤٢﴾

 وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ ﴿٤٣﴾ 

إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ ﴿٤٤﴾

تشير هذه الآيات إلى ظواهر طبيعية عظيمة كالمحيطات و البحار وحركة السفن عليها ..باعتبارها من أهمّ وأضخم وسائل الحمل والنقل البشري، ويمكنها إنجازما يعادل آلاف الأضعاف لما تستطيعه المركبات الاُخرى، وكلّ ذلك ناجم عن خصائص الماء ووزن الأجسام التي تصنع منها السفن، والطاقة التي تحرّكها، سواء كانت الريح أو البخار أو الطاقة النووية. هذه القوى والطاقات التي سخّرها الله للإنسان، كلّ واحدة منها وكلّها معاً آية من آيات الله سبحانه وتعالى.

و إلى بعض من تعاليم هذه الايات:

  • إن الله خلق الماء بحيث يتمكن الانسان من تسيير السفن عليه و هذا من نعم الله التي تدل على لطيف صنعه .
  • كل هذه النعم التي من الله بها علينا هي تسير إلى أجل محدد فلكل نفس أجلها وحياتها المحددة                                   بهذا وصلنا إلى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة نسألكم الدعاء وفي أمان الله .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة