البث المباشر

تفسير موجز للآيات 5 الى 9 من سورة يس

السبت 17 أغسطس 2024 - 13:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 802

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. نواصل الحديث أيها الأحبة في الأيات الخامسة حتى التاسعة من سورة يس المباركة. فلنشنف الأسماع بتلاوة زاكية مرتلة للايتين 5 و6:

تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾

 لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾

استمرارا للحديث الذي جرى في الحلقة الماضية حول عظمة القران الكريم وحكمته العالية تتحدث هذه الاية عن المصدر الأصلي لهذا الكلام وهو الله العزيز الرحيم و بهذا أراد الله تعالى أن يرفع شبهة إنتساب القران إلى النبي . و أما التأكيد على "العزيز" كصفة لله سبحانه وتعالى، لأجل بيان قدرته تجاه كتاب عظيم كهذا، كتاب يقف معجزة شامخة على مرّ العصور والقرون، ولن تستطيع أيّة قدرة مهما كانت أن تمحو أثره العظيم من صفحة القلوب.والتأكيد على "رحيميته" لأجل بيان هذه الحقيقة وهي أنّ رحمته أوجبت أن تقيّض للبشر نعمة عظيمة كهذه.

الآية التالية تشرح الهدف الأصلي لنزول القرآن كما يلي (ولتنذر قوماً ما اُنذر آباؤهم فهم غافلون) أي إنّه لم يأت نذير لآبائهم . والمقصود منه هو المنذر الظاهر والنّبي العظيم الذي ملأ صيته الآفاق، وإلاّ فإنّ الأرض لم تخلُ يوماً من حجّة لله على عباده .

و إلى تعاليم تتحفنا بها هاتان الايتان:

  • إن مصدر نزول القران الكريم هو القدرة الالهية ورحمته و من يتمسك به يصل إلى العزة الإلهية ورحمته .
  • الإنذارهو سنة إلهية و هي باقية حتى وإن لم يتأثربها بعض الناس الغافلين .
  • القران الكريم هو أساس التبليغ والإنذار وكل ذلك مبني على أساس الرحمة الالهية .

 

و الان إليكم تلاوة الاية السابعة من سورة يس:

لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾

كما أشرنا في الاية الماضية فإن الإنذار من السنن الالهية إلا أن كثيرا من الناس مازالوا في غياهب الجهل والغفلة عن تعاليم الانبياء . الاية بصدد الحديث عن مصير هؤلاء الذي ينتهي إلى جهنم وبئس المصير لأن المراد من القول هو أمر الله بتعذيب أتباع الشيطان وإدخالهم إلى جنهم .

و إلى بعض من تعاليم هذه الاية المباركة:

  • إن أغلب الناس يغفلون عن ذكر الله تعالى فهم لا يميلون إلى الحق .
  • إن المخالفة والمعارضة التي تشكلها الأكثرية لا ينبغي أن تؤدي إلى ثني مهمة الداعية إلى دين الله .

 

أما الان فاليكم تلاوة الايتين 8و 9 من سورة يس:

إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾

وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾

تواصل هذه الاية وصف تلك الفئة المعاندة المعرضة عن الحق في يوم القيامة ، فتقول: (إنّا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون) أي مرفوعي الرأس لوجود الأغلال حول أعناقهم. فقد طوّقوا أنفسهم بطوق "التقليد الأعمى"، وربطوا ذلك بسلسلة "العادات والتقاليد الخرافية" فكانت تلك الأغلال من العرض والإتّساع بحيث أنّها أبقت رؤوسهم تنظر إلى الأعلى وحرمتهم بذلك من رؤية الحقائق، وبذلك فإنّهم أسرى لا يملكون القدرة والفعّالية والحركة، ولا قدرة الإبصار . ترشدنا الايات إلى تعاليم ودروس منها:

  • إن الغافلين هم اولئك الذين لا يعتبرون بما جرى على الأقوام السابقة من الكفار والمجرمين و لا يؤمنون بالدليل والبرهان الذي بين أيديهم .
  • على الداعية أن يجسد القضايا المعنوية بامثال حسية ليدركها المتلقون بشكل أفضل فالله هنا يجسد حال الكفار كمن يعيش في الأغلال أو كالذي سجن في سد لا مفر له منه.

 

بهذا انتهت حلقة أخرى من حلقات برنامج نهج الحياة شكرا لحسن تواصلكم و جميل اصغائكم والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة