البث المباشر

تفسير موجز للآيات 35 الى 38 من سورة الأحزاب

الأربعاء 14 أغسطس 2024 - 16:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 765

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين الابرار .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحمد الله على ان من علينا بفرصة اخرى لننهل من معين آيات كتابه المبين ضمن برنامج نهج الحياة لنواصل حديثنا في الايات 35 حتى 38 من سورة الاحزاب .. دعونا أيها الأكارم لننصت إلى تلاوة مرتلة للاية 35 من سورة الاحزاب ..

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٣٥﴾

بعد البحوث التي ذكرت في الآيات السابقة حول واجبات أزواج النّبي (ص)، فقد ورد في هذه الآية كلام جامع عميق المحتوى في شأن

كلّ النساء والرجال وصفاتهم، وبعد أن ذكرت عشر صفات من صفاتهم العقائدية والأخلاقية والعملية، بيّنت الثواب العظيم المعدّ لهم في نهايتها. إنّ بعض هذه الصفات العشر تتحدّث عن مراحل الإيمان (الإقرار باللسان، والتصديق بالقلب والجنان، والعمل بالأركان).

والقسم الآخر يبحث في التحكّم باللسان والبطن والشهوة الجنسية، والتي تشكّل ثلاثة عوامل مصيرية في حياة البشر وأخلاقهم.وتحدّثت في جانب آخر عن مسألة الدفاع عن المحرومين، والإستقامة أمام الحوادث الصعبة، أي الصبر الذي هو أساس الإيمان.وأخيراً تتحدّث عن عامل إستمرار هذه الصفات، أي "ذكر الله تعالى".

وبالرغم من أنّ بعض المفسّرين قد اعتبر الإسلام والإيمان في الآية بمعنى واحد، إلاّ أنّ من الواضح أنّ هذا التكرار يوحي بأنّ المراد منهما شيئان مختلفان، وهو إشارة إلى ما ورد في الآية 14من سورة الحجرات: "قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم" وهو إشارة إلى أنّ "الإسلام" هو الإقرار باللسان الذي يجعل الإنسان في صفّ المسلمين، ويصبح مشمولا بأحكامهم، إلاّ أنّ "الإيمان" هو التصديق بالقلب والجنان.

ترشدنا الأية المباركة إلى تعاليم نذكر منها ما يلي:

  • إن الفرق بين الرجل والمرأة في الجسم فحسب ولا يختلفان في الروح ، والكمالات البشرية هي تعود للروح لا للجسم . و لذا فإن كافة الكمالات الواردة في هذه الاية بنحو التساوي بين الرجل والمرأة .
  • الإنسان الذي يربيه الإنسان هو الذي يجمع الكمال في جميع الأبعاد سواء في العقيدة و السلوك .
  • إن المكافأة الإلهية التي ادخرها الله تعالى في الاخرة فهي سواء بالنسبة للرجال والنساء ولا فضل لأحدهما على الاخر و أن التمايز الموجود فيما بينهما في الإرث والديات يعود إلى الأدوار المجتمعية المناطة بكل منهما في الحياة .

 

والان دعونا ننصت إلى تلاوة الاية 36 من سورة الاحزاب:

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴿٣٦﴾

إنّ روح الإسلام هي التسليم، ويجب أن يكون تسليماً لأمر الله تعالى بدون قيد أو شرط ، وقد ورد هذا المعنى في آيات مختلفة من القرآن الكريم، وبعبارات مختلفة، ومن جملتها هذه الآية والتي تقول: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) بل يجب أن يجعلوا إرادتهم تبعاً لإرادة الله تعالى، كما أنّ كلّ وجودهم من الشعر حتّى أخمص القدمين مرتبط به ومذعن له. تؤكد الأية أنه ليس لأحد الحق في اختيار غير ما يريده الله ورسوله ،لا ينبغي أن تكون مثارا للتعجب لأن المحور في نظام الحكومة الإلهية هو الله ورسوله .نستلهم من الأية دروسا نذكر منها:

  • إن التعبد امام الله تعالى و رسوله اتباع تعاليم الدين الحنيف هو علامة الإيمان .
  • إن حرية الإنسان امر مقبول مادام يكون الفرد ضمن الإطار والقوانين الإلهية وعليه فإن الحرية المنفلتة والخارجة عن الأطر الالهية مرفوضة تماما
  • إن القوانين البشرية التي تتعارض مع القوانين الإلهية تؤدي بالإنسان إلى التيه والضياع.

 

و الان ننصت خاشعين إلى تلاوة الايتين 37 و 38 من سورة الاحزاب:

وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّـهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّـهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ مَفْعُولًا ﴿٣٧﴾ 

مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّـهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ﴿٣٨﴾ 

تناولت الآية المباركة قصّة "زيد" وزوجته "زينب" المعروفة، والتي هي إحدى المسائل الحسّاسة في حياة النّبي (ص)، ولها إرتباط بمسألة أزواج النّبي (ص)التي مرّت في الآيات السابقة ولا مجال لذكرها هنا .بشكل عام ترشدنا الاية إلى تعاليم مهمة منها:

  • إن الطلاق بين الزوجين ليس أول الحلول عند حدوث الخلافات الزوجية وينبغي عدم توصية الأخرين به .
  • إثر حدوث النزاعات والخلافات فيما بين الزوجة يجب تذكير كلا الطرفين بمراعاة التقوى التي تجعل الحياة الأسرية مستدامة
  • على الإنسان أن لا يعير اهتماما للكلامات الجارحة التي يسمعها من الاخرين مادام يعمل بالواجب الالهي و هو يرفض التمسك بالعادات والتقاليد الخاطئة.

 

من طهران .... قدمنا لكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة شكرا للمتابعة والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة