البث المباشر

تفسير موجز للآيات 20 الى 22 من سورة الروم

الأربعاء 14 أغسطس 2024 - 15:56 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 733

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين والصلاة والسلام على أفضل السفراء وخاتم الأنبياء والمرسلين وآله الأطهرين.

إخوة الإيمان السلام عليكم وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة وتفسير آي الذكر الحكيم.

 

نستهل الحلقة بتفسير الآية العشرين من سورة الروم المباركة:

 وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ ﴿٢٠﴾

قوله تعالى "ومن آياته" أيث ومن الظواهر الدالة على وحدانيته وكمال قدرته عزوجل خلق الإنسان الأو "من تراب" والناس كلهم ينتهون إليه، وأيضاً غذاؤهم الذي فيه قوام حياتهم ينتهي إلى التراب.

على هذا، التراب سبب كيان الإنسان ووجوده وبقائه واستمراره ولكن كيف صار التراب إنساناً، له سمع وبصر وعقل وبيان وإرادة وطاقات تفعل عجب العجاب، وتخلق الحضارات؟ هل هذا من فعل الصدفة أو من صنع المادة؟ الجواب: كلا! إنه لا من فعل هذا ولا من صنع ذاك.. فالعقل لا يؤمن إلا بمن ليس كمثله شيء وهو العليم الحكيم الله رب العالمين.

وقوله تعالى "ثم أنتم تنتشرون" أي خلقكم من تراب ثم إذا أنتم ذرية بشر من لحم ودم تنبسطون في الأرض وتنصرفون على ظهرها وتتفرقون في أطرافها، فهلا دلكم ذلك على أنه لا يقدر على ذلك غيره تعالى وأنه لا يستحق العبادة سواه.

نتعلم من الآية:

  • معرفة الذات مقدمة معرفة الله ذلك أن من عرف نفسه فقد عرف ربه.. وأن الإنسان هو أحد أبرز ما خلق الله عزوجل على وجه البسيطة.
  • كلنا نحن بني الإنسان من التراب والى التراب مرجعنا فلندع إذاً التفاخر التارفه وغير المجدي وأن لا نقع في شرك الكبر والغرور.

 

نصغي للآية الحادية والعشرين من سورة الروم المباركة:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾

ثم عطف سبحانه على ما قدمه من تنبيه العباد على دلائل التوحيد بذكر دلائل أخرى منها خلق الأزواج من الأنفس تبادلكم عطفاً بعطف وإطمئناناً باطمئنان، وقديماً قيل: كل شكل إلى شكل ألف، ولو كانت الزوجة من غير جنس الزوج لتعذر التفاهم والمشاركة ولنظر كل إلى الآخر على أنه غريب وبعيد عن طبعه وأخلاقه.. فالزواج أنس روح بروح.. جعل بينهما مودة ورحمة أي يتراحمان كزوجين وما من شيء أحب إلى أحدهما من الآخر.

دلتنا الآية:

  • وحدة جنس المرأة والرجل ومساواتهما في أصل الخلق.
  • ما ترجوه الثقافة والتعاليم الإسلامية للأسرة وتتمناه أن يكون كل من الزوجين فيها سكناً للآخر، لا ما يشير التوتر والإضطراب والخلاف.
  • المودة والرحمة وهما المحبة والشفقة، هدية من الله لتعزيز الأواصر الزوجية وإبقائها قوية.
  • لما كان التودد والمحبة وراء عقد رباط الزوجية، فديمومة الحياة الزوجية المشتركة وبقاؤها يتطلبان بدورهما التودد والمحبة أيضاً.

 

والآن نصغي معاً للآية الثانية والعشرين من سورة الروم المباركة:

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ﴿٢٢﴾

ثم تنبه سبحانه على آية أخرى من آيات توحيده عزوجل هي خلق السموات والأرض فخلق الكون بما فيه من عجائب وأسرار من أظهر الأدلة على وجود الله وعظمته ومن هذه الآيات المذكرة بفضله تعالى وآلائه اختلاف ألسنتكم ألوانكم، إختلاف القوميات باللغة وأهل الأقطار بالألوان واختلاف الأفراد بالملامح والأصوات وبصمة الإبهام وما إلى ذلك، والحكمة في ذلك أن يتميز الناس بعضهم عن بعض، فيعرف الوالد ولده والرجل زوجته والغريم غريمه ومن غير الممكن أن تكون الحكمة البالغة هذه، من صنع الطبيعة أو الصدفة فهي كما يؤكد سبحانه وتعالى "إن في ذلك لآيات للعالمين" أي دلائل واضحة على وجود المقدر والمدبر.

تعلمنا من الآية:

  • العلوم التجريبية ليست كفيلة بمساعدة الإنسان على أن يتعلم المزيد من الطبيعة فحسب، بل كفيلة أيضاً بزيادة إيمانه بالقادر الحكيم.
  • يرى العلماء في التنوع العرقي واختلاف الألوان والألسن، آية وما يدل على عظمة البارئ تعالى أما الجاهلون فإنهم لا يرون في ذلك إلا ما يحقرون به الغير ويسخرون منه، ومدعاة للتفاخر أو التفاضل على الآخرين.
  • لا يحق لأحد تحقير سائر الأعراق والقوميات والألسن والإستهزاء بها.

 

إنتهت الحلقة.. ولنا لقاء إن شاء الله

شكراً للمتابعة والسلام عليكم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة