بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنام و فخر الكائنات سيدنا ونبينا محمد المصطفى وعلى اهل بيته الطيبين الاطهار.
السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج: نهج الحياة حيث نتواصل معكم في تفسير آيات اخرى من سورة الفرقان ونبدأ من الآيتين السادسة والخمسين والسابعة والخمسين الشريفتين:
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٥٦﴾
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٥٧﴾
ان الرسالة الاسلامية السمحاء لا تجبر احداً على دخول في افيائها الرحبة. انها متاحة بالناس كافة ينظرون فيها بمحض ارادتهم واختيارهم ومن مهمة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ان يبشر الناس ببركات العمل بالشرائع الالهية ومغبة التمرد عليها في الدنيا والآخرة ثم ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يسئل الناس اجراً على رسالته بل اجره المعنوي في التباع شريعته التي هي شريعة العقل والعدل والانسانية.
واليكم الآن الدروس المستفادة من هذا النص فهي اجمالاً ثلاثة كالتالي:
- ان الانبياء عليهم السلام بعثهم الله عزوجل للناس مبشرين ومنذرين وليس لهم ان يجبروا احداً على قبول الدين.
- ان اسلوبي التبشير والتحذير مفيدان في كل نشاط من شأنه هداية الناس وارشادهم.
- الانبياء عليهم السلام دعاة الباري واجرهم عليه تبارك وتعالى.
ولنستمع الآن احبة القرآن الى تلاوة الآية الثامنة والخمسين الشريفة من سورة الفرقان المباركة، حيث يقول تعالى شأنه:
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴿٥٨﴾
ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسائر الانبياء عليهم السلام يتوكلون على الله عز اسمه في اداء مهام رسالتهم السامية لأن من يتوكل على الله لايخشى من الناس احداً ولا يشعر بالخسران، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
وفي النص تصريح بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير مسؤول عن كفر الكافرين ومعارضة المعارضين بأن الله الحكيم هو ولي عباده يعاملهم بما تقتضيه حكمته وعدله. ويستفاد من نص هذه الآية:
- ان الدعاة الى الله والدين لابد لهم من التوكل على الله جلت قدرته وان لايتوقع من الناس اجراً.
- ان عباد الله الصالحين هم على الدوام لله شاكرين وله سبحانه منزهين مسبحين.
- ليس لأحد ان يتجسس على اخبار الناس وحالاتهم فالله اعلم بما يقولون.
ويقول العزيز القدير في الآية التاسعة والخمسين الزاكية من سورة الفرقان:
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾
في هذه الآية اشارة الى قدرة الله العلي الاعلى الخبير الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على عرش قدرته يدبر الامر والخلائق والكون، وليس المقصود بالأيام الستة هنا الايام الاعتيادية ذات الاربع والعشرين ساعة. بل المراد ان خلق السماوات والارضين دام لست دورات زمنية. وكل ما في الكون في يد قدرة الله وطوع ارادته والانسان وهو من مخلوقات الخالق العظيم مشمول برحمة الله ولطفه.
اجل ان الرحمة الرحمانية لله سبحانه تعم الكافرين والمؤمنين معا. وقد افاض عز وجل من نعمه الوافرات على الناس كافة. وتدعو الآية الى التدبر في خلق الله والتأمل في كل هذا الكون الذي يزخر بآيات الله الباهرات واما الآن لنستمع الى ما في النص المفسر من دروس وهي اربعة كالتالي:
- ان الله تعالى خلق الكون بشكل تدريجي ولم يوجده دفعة واحدة.
- ان تدبير الكون على اساس الرحمة الالهية وهكذا خلقه كان من افاضات الرحمة الالهية.
- ان الله هو الخالق المتعال خلق كل شيء وارادته نافذة في كل شيء.
- من اجل الوصول الى الحقيقة لابد من الرجوع الى اهل الخبرة والاطلاع وهم الرسل والانبياء والاوصياء والعلماء الربانيون.
حضرات المستمعين الافاضل وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة البرنامج الذي ياتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الى اللقاء والسلام خير ختام.