ورأى من جهة أخرى هذا الطبيب الذي كان قد ساعد في القضاء على الجدري، وجود إمكانية لهزيمة الفيروس التاجي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يتعين فعل الكثير، فما نمر به "وقت عصيب وغير مسبوق حقا، وهو اختبار للجميع".
وكان عالم الأوبئة الأمريكي، لاري بريليانت قد تحدث قبل 14 عاما عما سيكون عليه الوباء التالي، ورسم صورة قاتمة للغاية، تنبأ فيها بإصابة مليار إنسان ومصرع نحو 165 مليون شخص.
وحذر العلم الأمريكي حينها من أن الوباء المذكور سيتبعه "ركود وانكماش عالميان، وستكون عواقبهما ما بين 1-3 تريليون دولار على اقتصادنا (الأمريكي)، وهو أسوأ على الجميع بكثير من مائة مليون حالة وفاة، لأن الكثير من الناس سيفقدون وظائفهم وسيعجزون عن الحصول على الرعاية الصحية".
ومن أوجه انتقاداته للرئيس الأمريكي بهذا الشأن، لفت عالم الأوبئة البالغ من العمر 75 عاما، إلى أن دونالد ترامب "على سبيل المثال، طرد من مجلس الأمن القومي الأدميرال زيمر، الذي كان الشخص الوحيد على هذا المستوى، المسؤول عن الحماية من الأوبئة. وقد غادر معه جميع مرؤوسيه وموظفيه".
وبشأن الوضع مع الجائحة في الولايات المتحدة، رأى بريليانت الذي شارك في مكافحة أمراض مثل الجدري والإنفلونزا وشلل الأطفال والعمى، أن بلاده سيكون من الصعب عليها اتباع النموذج الصيني، مفضلا عنه النموذج الكوري الجنوبي.
من جانب آخر، لفت إلى أن الولايات المتحدة تتأخر عن كورويا الجنوبية، مشيرا إلى أن الكوريين الجنوبيين "قاموا بأكثر من ربع مليون اختبار. في الواقع، عندما أجرت كوريا الجنوبية 200 ألف اختبار، ربما أجرينا أقل من ألف اختبار".
وبين العالم الأمريكي المقصود من وصف الفيروس التاجي بالجديد، لافتا إلى أن ذلك يعني "أن لا أحد في العالم لديه حصانة منه نتيجة لعدوى سابقة. هذا يعني أنه قادر على إصابة 7.8 مليار إنسان".
وذكر عالم الأوبئة أن الانتصار على جائحة الفيروس التاجي الجديد يمر عبر "إبطائه أو تخفيفه، لن نقوم بتقليل العدد الإجمالي للحالات، لكننا سنتمكن من تأخير العديد منها حتى يكون لدينا لقاح".
وأكد بريليانت ثقته في إمكانية الحصول على هذا اللقاح "لأنه من وجهة نظر علم الفيروسات لا يوجد شيء، يجعلني أخشى أن اللقاح لن يظهر في غضون عام ونصف".
ودعّم العالم الأمريكي تفاؤله بإمكانية هزيمة الوباء، بالإشارة إلى وجود "عدد كبير بما فيه الكفاية من الذين أصيبوا بالعدوى وحصلوا على مناعة، وثانيا، وجود لقاح. الجمع بين الأول والثاني يكفي للحصول على حصانة جماعية، والتي تغطي عادة ما بين 70- 80٪ من السكان".
ورد عالم الأوبئة على سؤال، عما إذا كان يشعر بالرعب، بالقول: "معدل الوفيات في حالات الإصابة في فئتي العمرية، هو 1 من أصل 7. إذا لم تكن قلقا، فأنت ببساطة لم تنصت. لكنني لست خائفا. أنا مقتنع بأن الإجراءات التي نتخذها ستطيل الوقت الذي يحتاجه الفيروس للتفشي بين السكان. أعتقد أن هذا بدوره، سيزيد من احتمالية الحصول على لقاح أو مضاد أو واق من الفيروسات في الوقت المناسب، لخفض أو تقليل تفشي العدوى. يجب على الجميع أن يتذكروا أن هذه ليست زومبي نهاية العالم، أو موتا جماعيا".