بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.
في هذه الحلقة نقدم تفسيراً لآيات اخرى من سورة الفرقان المباركة حيث نستمع اولاً الى ترتيل الآيتين الخامسة والاربعين والسادسة والاربعين من هذه السورة العطرة:
أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ﴿٤٥﴾
ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴿٤٦﴾
في هذه الآيتين ومايليها من آيات، اشارات الى الدلائل المادية التي تدل على عظمة الله تعالى شأنه.
واختلاف الليل والنهار من دلائل عظمة الله جل شأنه حيث في النهار معايش وفي الليل سكن وهدوء. ان من الثابت علمياً اليوم هو ان للارض باعتبارها كوكبا في المنظومة الشمسية دورتان حول الشمس فيها تتعاقب الفصول الاربعة ودورة حول محور الارض فيها تعاقب الليل والنهار.
وقد اعتاد الانسان ان يرى الشمس بازغة او مشرقة في الصباح وهي قبل حلول الظلام تجرجر اذيالها لتختفي وراء الافق البعيد.
ان تعاقب الليل والنهار مهم لحياة الانسان حيث انه يساهم في ابقاء درجة الحرارة على الارض في معدل مناسب لاستمرار الحياة.
والمستفاد من النص مايلي:
- ان التفكر في ظواهر الكون من طرق معرفة الله سبحانه وتعالى فظواهر الكون قائمة على اساس وميزان الحكمة.
- ان دوران الارض حول محورها وحول الشمس يتم باذن الله العلي القدير.
اعزاءنا الكرام يقول عز من قائل في الآية السابعة والاربعين من سورة الفرقان الكريمة:
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴿٤٧﴾
نعم حضرات المستمعين ان الليل والنهار سخرهم الله جل وعلا لعمل الانسان وراحته، في النهار العمل والسعي، وفي الليل الراحة والنوم حتى لايستولي التعب على الانسان فيمل الحياة.
وما احوج جسم الانسان الى الراحة بعد العمل. ان هذه الراحة يتذوق الانسان طعمها اللذيذ في الليل حيث يرخي الظلام استاره.
والدروس المأخوذة من هذا النص:
- من نعم الباري عزوجل على خلقه الليل والنهار حيث جعل سبحانه الليل للانسان سباتاً والنهار معاشاً.
- ان هدوء النفس يتأنى حينما يخلد الجسد الى الراحة وما ذلك الا في الليل.
- النهار مخصص للعمل والليل للراحة. وهذا ما يتناسب حاجات جسم الانسان ونفسه.
ويقول العلي الاعلى تبارك وتعالى في الآيتين الثامنة والاربعين والتاسعة والاربعين من سورة الفرقان:
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴿٤٨﴾
لِّنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴿٤٩﴾
من فضل الله الكريم على الانام ان جعل الرياح والأمطار في خدمة الانسان.
والأمطار جزء من دورة الماء في الطبيعة، حيث ان حرارة الشمس قد تتسبب في تبخر مياه البحار والانهار والبحيرات ثم يرتفع بخار الماء الى طبقات الجو العليا، وبسبب انخفاض درجة الحرارة يتحول الى سحب تهطل منها الامطار وهذا هو ماء السماء.
ومياه الامطار من مصادر المياه الاساسية على الارض التي وصفها الله عز اسمه للانام، وثابت من الناحية العلمية ان انحسار الامطار عن بعض الاجزاء يؤدي الى الجفاف والتصحر.
وآخر مانذكره في هذه الحلقة ثلاثة دروس نستفيدها من هذا النص هي:
- ان حركة الرياح ونزول الامطار هما ظاهرتان تجريان باذن الله الرحمن.
- من الناحية البايولوجية فان مايميز الانسان عن سائر الحيوانات هو العقل الذي وهبه الله اياه فهو سبيل الانسان الى التفكر والتعالي.
- الماء نعمة وفيرة من نعم الخالق على الارض، واينما وجد الماء والاوكسجين وجدت الحياة، والملفت للنظر ان الماء يتواجد على الارض في حالات ثلاث: سائلة وصلبة وغازية، وهو سائل طاهر ومطهر.
حضرات المستمعين الافاضل وصلنا واياكم الى نهاية حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.
انتم في الحلقة المقبلة باذن الله على موعد مع تفسير موجز لآيات اخرى من سورة الفرقان المطهرة للقلوب. الى اللقاء وآخر دعوانا عن الحمد لله رب العالمين.