البث المباشر

تفسير موجز للآيات 21 الى 26 من سورة الفرقان

الأربعاء 1 إبريل 2020 - 21:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 637

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين، سيدنا محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين.

حضرات المستمعين الاكارم اسعد الله اوقاتكم بكل خير واهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج: نهج الحياة. حيث نقدم تفسيرا لآيات اخرى من سورة الفرقان ونبدا بالآية الحادية والعشرين حيث يقول تعالى شانه:

وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ﴿٢١﴾

كما مر علينا في الحلقة السابقة فان المشركين لم يكن لديهم اي دليل لانكار التوحيد والمعاد والنبوة لذلك كانوا يتذرعون بواهي الذرائع لرفض رسالات الله ومنها قولهم لماذا تنزل الملائكة على الانبياء فقط ولماذا لانرى الله جهرة ويرد القرآن الكريم على مثل هذه الحجج الواهية ويعرفنا حال المشركين من انهم تكبروا استكبارا وما اقوال المشركين هذه الا تخرصات وليس رؤية الله تعالى بالمعنى الحسي المادي شرط الايمان به فالانبياء والرسل والكرام عليه السلام من لدن آدم حتى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لم يروا الله جل جلاله ومع هذا فهم (سلام الله عليهم) ادوا مهام الرسالة الربانية بكل صدق ووفاء.

والحقيقة ان مفهوم الرؤية من المفاهيم المطروحة في علم الكلام والله تعالى شانه لايرى بالعين لانه ليس بجسم تدركه البصيرة لا الباصرة.

اجل ان العقل هو الذي يرشد الانسان الى عقيدة التوحيد وما ياتي من معجزات على ايدي السفراء الربانيين خير دليل على صدقهم وانهم مبعوثون للناس كافة من رب العالمين جل جلاله.

والآن الى الدروس المأخوذة من هذه الآية المباركة:

  •  ان التكبر والغرور يجعلان الانسان ينكر المعاد ويوم الجزاء.
  •  ليس كل شيء يمكن ان يراه الانسان بعينه حتى مع وجود اجهزة التكبير من المكروسكوبات والتلسكوبات ومثال على ذلك الامواج الالكترومغناطيسية عدا امواج الضوء المرئي فهذه الامواج مثل الامواج تحت الحمراء او فوق البنفسجية لايمكن مشاهدتها وهل تتمكن الحواس الخمس من رؤية الجاذبية وهي قوة فيزيائية وطبيعية اثبتها قانون نيوتن المعروف بقانون الجاذبية.

 

والآن نستمع الى تلاوة الآيات الثانية والعشرين والثالثة والعشرين والرابعة والعشرين من سورة الفرقان المباركة:

يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ﴿٢٢﴾

وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾

أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴿٢٤﴾

واضح من هذا النص:

  • ان المشركين والكفار سيرون في يوم القيامة الملائكة الربانيين لكن لن يدخل السرور قلوبهم عند تحقق تلك الرؤية لأن الكفار والمشركين في الآخرة مأواهم النار وهم في جهنم خالدون بما كفروا واشركوا.
  • ان الكفار حبطت اعمالهم، فاعمالهم السيئة هي التي تقودهم الى سعير جهنم. وفي هذه الآيات مقارنة بين اهل الجنة المؤمنون واهل النار الكافرون فاذا كان الكفار في جحيم فان اهل الجنة في نعيم واذا كان الكفار بائسين فان اهل الجنة هانئين   

 

وفي النص دروس عديدة منها:

  •  رؤية الملائكة من قبل الناس امر ممكن في يوم القيامة حيث يراهم المؤمنون والكافرون على حد سواء.
  • في يوم القيامة تدخل الحسرة قلوب الكفار الذين حبطت اعمالهم فيوم القيامة ينظر الانسان خالص الاعمال.

 

وآخر آيتين نفسرها باختصار في هذه الحلقة الآيتين الخامسة والعشرين والسادسة والعشرين من سورة الفرقان، حيث يقول تبارك شأنه:

وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ ۚ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾

 

ان يوم القيامة يوم عصيب وللقيامة اهوال واهوال وان الساعة ان دنت انفرط عقد الكون حيث تحدث انفجارات عظيمة في الارض والقمر والشمس وتكتنف السماء سحب كثيفة ومن بعد ذلك تنشق السماء وينزل الملائكة جماعات جماعات باذن الواحد القهار.

اجل ان يوم الجزاء يوم الحق يوم يبرز الناس فيه للواحد الاحد والفرد الصمد وكل يعطى كتابه، وما ربك بظلام للعبيد.

وفي صحراء المحشر يجمع الخلق اجمعين من الجن والانس ويحاسب كل واحد على اعماله، المؤمنون في سرور والكفار في ثبور، والامر يومئذ لله، ومما يستفاد من هذا النص امور ثلاثة هي:

  •  ان الكون المترامي الاطراف والكواكب السيارة التي تدور في افلاكها بانتظام تنتهي الحاجة الى بقاء نظمها ونظامها بحدوث القيامة...
  •  ان ملكية الوجود برمته لله وحده ملكية حقيقية لا اعتبارية ولا ظلم ولا اجحاف فيها.
  •  ان يوم القيامة هو يوم الرحمة الالهية فهنيئا لمن نالها والويل لمن حرم رحمة الله ورضوانه يوم لاظل الا ظله.

 

حضرات المستمعين الافاضل هكذا انتهت حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.

قدمت لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الى اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة