وأكد مدير مؤسسة المياه في الحسكة، المهندس محمود العكلة أن "الجيش التركي والمرتزقة التابعين له أوقفوا الضخ من محطة مياه علوك بعد أقل يومين من إعادة الضخ، ما أدى لحرمان أكثر من مليون مدني من مياه الشرب في الحسكة وأريافها"، مضيفاً أن "العملية تكررت للمرة الثالثة خلال أقل من شهر".
ولفت العكلة إلى أن "الجانب الروسي توصل لاتفاق مع الأتراك يقضي بإعادة الضخ من محطة مياه علوك، إلا أن الأتراك عاودوا قطع المياه"، معتبراً أن "الخطوة التركية تعتبر جريمة حرب، نظراً لحاجة السكان لكميات مضاعفة لاتخاذ الإجراءات الوقائية الخاصة بالنظافة والتعقيم من فيروس كورونا المستجد".
وكان الجانبان الروسي والتركي توصلا لاتفاق يقضي "بتزويد هيئة الطاقة التابعة للإدارة الذاتية مدينتي رأس العين وتل أبيض بـ20 ميغا من الكهرباء من سد تشرين، مقابل ضمانات تركية باستمرار ضخ المياه من محطة مياه علوك باتجاه الحسكة وأريافها".
واتهمت تنسيقيات المسلحين "الإدارة الذاتية"، بـ"الإخلال بالاتفاق من خلال خفض كميات الطاقة الكهربائية عن رأس العين وأريافها، ما دفع بالمسلحين والجيش التركي لقطع مياه الشرب"، وكشفت التنسيقيات أن "المياه لن تعود قبل ضمانات بعدم التلاعب بكميات الكهرباء المخصصة لمناطق نبع السلام".
بالمقابل، اتهمت "الإدارة الذاتية" بمؤتمر صحفي لمديرية المياه بالحسكة، الأتراك "بابتزازهم من خلال المطالبة بالكهرباء وأمور أخرى مقابل المياه"، مؤكدين بأنهم "بدأوا بحفر 50 بئراً في منطقة الحمة 10 كم غرب مدينة الحسكة، لضخ مياه الشرب من خلالها إلى المدنيين وإنهاء معاناتهم".
بدوره اعتبر مدير المياه بالحسكة، أنه "لايوجد مصدر مائي بديل عن محطة مياه علوك التي تعتبر المصدر المائي الوحيد لإرواء سكان الحسكة وأريافها"، مبيناً أن "غزارة مياه علوك تصل إلى 100 ألف متر مكعب في الثانية يومياً، وهو رقم لا يمكن لأي مصدر آخر توفيره بالمطلق"، كاشفاً عن "خطة إسعافية باستمرار نقل مياه الشرب عبر الصهاريج لتأمين ما امكن من مياه الشرب للمدنيين، وفق الإمكانات المتوافرة".
وتعتبر هذه المرة الرابعة التي يقطع فيها الجيش التركي والمسلحين التابعين له، المياه عن مدينة الحسكة، منذ احتلال مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي، في منتصف تشرين الأول/ اكتوبر من العام المنصرم.