بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى التسليم على سيد الخلق اجمعين ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الافاضل واهلاً بكم في حلقة اخرى وجديدة من برنامج نهج الحياة.
اذ لا نزال في رحاب سورة النور المباركة وسنقدم لكم تفسيراً موجزاً لآيات اخرى منها حيث نستمع اولاً الى تلاوة للآيات الثامنة والاربعين الى الخمسين من هذه السورة الشريفة:
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾
وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾
أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚ بَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾
حضرات المستمعين اننا في اواخر الحلقة السابقة تحدثنا حول ظاهرة النفاق واثرها المخرب في المجتمع.
ان هذه الآيات تعرض هذه الظاهرة التى منشأها ضعف الايمان في النفس والمؤسف ان ظاهرة النفاق ظهرت في المجتمع الاسلامي وفي اصل الرسالة تحديداً وكان المنافقون لا يرضون بحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في واقعة ان لم يكن بنفعهم، ويسلموا به ان كان صالحهم وفي هذا النوع من التعامل ازدواجية. فالنبي صلى الله عليه وآله ماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، وحكمه صلى الله عليه وآله في كل واقعة هو الحق المتبع او الحق الذي يجب ان يتبع.
واليوم ايضاً تشاهد ظاهرة النفاق التي ترفض معايير الحق ولا تنصاع اليها بل تجري وراء منافعها ومصالحها الشخصية.
ان لسان حال المنافق يقول ان الحق هو ما يوافق مصالحي والباطل ما يعارضها وهذا التعامل ليس من الايمان في شيء.
وفي احيان يتمارى المنافقون في نفاقهم وينسبون الظلم الى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله.
واليكم الآن الدروس المستقاة من هذا النص فهي:
- ان علامة الايمان الحقيقي هو التسليم امام حكم الله ورسوله وان خالف ميولنا.
- ان من الناس من يرفض الحكم العادل حتى وان كان حكم الله الذي بينه الرسول صلى الله عليه وآله.
- ان الشك وسوء الظن بالله ظلم. اعاذنا الله واياكم من ذلك.
ويقول تعالى في الآيتين الحادية والخمسين والثانية والخمسين من سورة النور المباركة:
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾
وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّـهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٥٢﴾
في هذا النص تعريف بالمؤمن الواقعي وهو الانسان الذي يتبع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قولاً وعملاً لأن الله عزوجل امر باتباع الرسول حيث قال:
وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وفي آية اخرى: وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى.
ان الايمان الحقيقي يوجد في الانسان الورع والمتقي، وهو الذي يرسم في حياته صورة جلية المعالم للسعادة في الدنيا والآخرة.
والمؤمن في الحياة الدنيا مبتلى ولكن عليه ان يستثمر قوة ايمانه وخشيته من الله في تجاوز العقبات وعبور الموانع وما هذا الا بالصبر، وان الله مع الصابرين.
ويفيدنا النص الآتي:
- ان الفلاح والنجاة هما في الايمان الصادق والتسليم لحكم الله ورسوله.
- ان المهم للانسان المؤمن العمل بتكليفه واداء الواجب عليه.
- ان الحياء من الله سبيل توصل الانسان الى الهدف المطلوب، والخشية من الله لطالما ساهمت في ايصال صاحبها الى ما يصبو لأن الله معه وهو ناصره.
حضرات المستمعين الاكارم من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وصلنا واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. نسأل الله ان يجمعنا واياكم في رحاب الايمان دنياً واخرى ويوفقنا لطاعته ومراضيه، ويجعل مستقبل امرنا خيراً من ماضيه. انه تعالى اكرم مجيب وآخر دعوانا ان الحمد رب العالمين.