البث المباشر

تفسير موجز للآيات 24 الى 29 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 07:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 623

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين. سلام عليكم مستمعين الاكارم واهلاً بكم في حلقة اخرى وجديدة من برنامج نهج الحياة اذ لانزال واياكم في رحاب سورة النور المباركة حيث نقدم تفسيراً موجزاً لآيات اخرى منها ونبدا بالآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين:

يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٤﴾

يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّـهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴿٢٥﴾

في هذا النص تصريح الى ان المجرمين في محكمة العدل الالهي يقرون بجرمهم ليس بلسانهم وحسب بل باعضاء جسمهم وجوارحهم.

نعم ان اعضاء الجسم تسجل ماتفعل في الدنيا وتنطق شاهدة به في الآخرة باذن الله تعالى.

وبشكل عام فان الاقرار احد طرق اثبات اي دعوى او قضية في القضاء واتماماً للفائدة نقول ان طرق ثبوت الدعوى اوردها في القضاء الاسلامي هي البينة والقسم والاقرار وعلم القاضي واقرار العقلاء على انفسهم جائز اي نافذ.

ويوم القيامة وبهذا الاقرار ينتبه المجرمون الى حقيقة كانوا عنها غافلين او لها عمداً منكرين لكن الحساب الالهي لايغادر صغيرة او كبيرة الا احصاها، وما ربك بظلام للعبيد. واذا ما ندم احد في ساحة القيامة فلا جدوى من ندمه ذلك انه اليوم الذي يعض الظالم فيه على يديه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا. ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.

والدروس الماخوذة من النص المفسر هي:

  •  لا يملك الانسان يوم القيامة اعضاء جسمه لا بل هي كذلك تشهد عليه.
  •  ان لجميع موجودات الكون حتى الجمادات منها شعور فهي تشعر بما يجري من حولها.
  • ان يوم القيامة يوم الجزاء ثواباً كان ام عقابا.

 

ويقول تبارك وتعالى في الآية السادسة والعشرين من سورة النور الشريفة:

الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿٢٦﴾

هذه الآية تشير الى سنة فطرية وطبيعية في النفس تؤيدها الشريعة الالهية ايضاً وهي ان الناس في اختيار ازواجهم، يختارون من تتطابق افكاره مع افكارهم. فالطيب ينجذب نحو الطيب والخبيث نحو الخبيث. والمستفاد من الآية امران هما:

  •  لابد من الحفاظ على صفة الطهارة في العلاقات الاجتماعية.
  •  ان الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات. ولهذا اثر في الحفاظ على الاجيال من التلوث ببراثن الفساد، اعاذنا الله منه.

 

وآخر ثلاث آيات نفسرها في حلقة هذا اليوم هي الآيات السابعة والعشرين والثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين من سورة النور المباركة حيث تعالى شانه:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٧﴾

فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٢٨﴾

لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ﴿٢٩﴾

ان هذه الآيات تتحدث حول حراسة الحريم الخاص للناس او اسرار حياتهم ومسائلهم الشخصية والخاصة. فلا يجوز الدخول مثلاً لبيوت الآخرين دونما اذن قانوني اذ في ذلك هتك حرمة الناس وسلب لراحتهم.

ولابد من الاستئذان من اهل اي بيت وليس كون الباب مفتوحاً مسوغ للدخول.

وتنص الآداب الاسلامية على لزوم الاستئذان والسلام بعد الدخول، ولايجوز الدخول في بيوت الآخرين للتعرف على ما فيها والتجسس على اهلها، وقد نهى القرآن عن ذلك بقوله: ولاتجسسوا.

وبشكل عام فان مثل هذا العمل يخالف الاخلاق وربما صار في بعض الاحيان حراماً لايجوز الاتيان به. نعم ان مثل هذا الحكم الشرعي لا يشمل الاماكن العامة مثل المحلات التجارية ومراكز البيع فيجوز دخولها دون اي استئذان.

واليكم الدروس الماخوذة من هذا النص فهي ثلاثة:

  •  لا يجوز سلب راحة الآخرين في منازلهم.
  •  للمنزل حدود وحريم لا يجوز تجاوزهما ولا يجوز دخول بيوت الآخرين بالقوة.
  •  ان السلام من الآداب الاسلامية حينما يلتقي شخص بآخر او جماعة بجماعة. وقد ورد عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم قوله: افشوا السلام بينكم.

 

حضرات المستمعين الافاضل هكذا وصلنا الى نهاية حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة الذي ياتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. الى اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة