البث المباشر

تفسير موجز للآيات 21 الى 23 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 07:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة- الحلقة 622

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله الطيبين الاطهار.

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.

 

حتى الآن قدمنا تفسيراً لعشرين من آيات سورة النور، واليوم عودة الى رحاب هذه السورة الكريمة وتفسير آيات اخرى منها ونبدا بالآية الحادية والعشرين التي نستمع اليها اولاً:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢١﴾

في هذه الآية قاعدة عامة للحياة في ظل الايمان الوارف وهي عدم اتباع خطوات الشيطان لأن الشيطان يسير بالانسان نحو الانحراف وانه للانسان عدو مبين.

وفي اربع من آيات القرآن اشير الى خطات الشيطان التي ان خطاها الانسان سار برجليه نحو الاثم والمعصية وباء بالخسران المبين في الدنيا والآخرة.

ان ارتكاب اي معصية فيه انحراف فكري للانسان يجعله يتمارى في الاثم، حتى تكون نهايته السقوط في هاوية الضلال ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.

ان المعاصي هي من عمل الشيطان وهي تبعد الانسان عن رحمة الرحمن وتخالف الفطرة السليمة، ومنها السرقة والزنا والقتل وغير ذلك من الآثام.

ولقد وفر الله العالم الحكيم لعباده سبل الوقاية من الوقوع في حبائل الاثم وحبائل الشيطان، ومن هذه السبل عقل الانسان والرسل والانبياء والكتب السماوية هي نبراس الحياة الوضاءة والدليل الى الصراط المستقيم والاستعادة بالله واللجوء اليه عزوجل للنجاة من وساوس الشيطان.

ولولا سبل الوقاية والاحتراز هذه لانساق الانسان وراء شهواته وهوى نفسه ولكانت عاقبته الى شر.

ويفيدنا النص:

  •  لايغتر اهل الايمان بايمانهم وعليهم على الدوام ان يكونوا في حذر من الشيطان.
  • ان الشيطان يتغلغل الى نفس الانسان بشكل تدريجي فعلى الانسان ان يراقب نفسه ويحفظها من شر الشيطان الرجيم.

 

ويقول الله تعالى في الآية الثانية والعشرين من سورة النور المباركة:

وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾

في شان نزول هذه الآية قيل ان بعض الاثرياء قطعوا مساعداتهم من اناس ساهموا في اشاعة الافك واتهام زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير حق.

لكن هذه الآية دعت الى مواصلة الانفاق على الفقراء حتى وان فعلوا ذلك، وفي هذا بلا ريب تدبير حكيم من الله سبحانه اذ لابد من التواصل الاجتماعي مابين الاغنياء والفقراء.

وحرمان الفقراء من المعونة ليس سبيلاً رادعاً عن المشاركة في اشاعة الاثم.

وفي هذا العمل الرباني المبارك احترام لكرامة الانسان وان كل انسان معرض للخطا، والعقوبة لاتكون في حرمانه مادياً بل في ارشاده وهدايته.

والدروس الماخوذة هنا هي:

  •  ان العفو عن الآخرين واسداء المعونة لهم في الوقت ذاته سبيل الى كسب مرضاة الباري عزوجل.
  •  لا افراط في معاقبة المخطئ ولا ينبغي ان تسد كل الطرق بوجهه.
  •  ان الانسان الذي يستحق الانفاق لابد من الانفاق عليه ولا يشترط ان يكون الفقير من الصالحين.

 

وآخر آية نذكرها في حلقة هذا اليوم هي الآية الثالثة والعشرين من سورة النور الشريفة وهي قوله عز من قائل:

إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾

المستفاد من هذا النص:

  • ان الاسلام والقرآن فيهما صيانة اشد لحقوق المراة المؤمنة وتحذير من المس بها.
  •  ان من واجب النساء في علاقاتهن الفردية والاجتماعية اجتناب مواطن سوء الظن، حتى لا تسدد اليهن سهام الاتهام باطلاً.

 

حضرات المستمعين الافاضل وصلنا واياكم الى نهاية حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة وقد استمعتم اليها عبر امواج اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. الى اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة