البث المباشر

تفسير موجز للآيات 15 الى 20 من سورة النور

الأحد 29 مارس 2020 - 07:17 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 621

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على الرسول الخاتم الامين سيدنا محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين.

السلام عليكم واهلاً بكم حضرات المستمعين في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة.

لازلنا في رحاب سورة النور المباركة وسنقدم لكم تفسير آيات اخرى منها ونبدا بالآيتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة:

إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾

وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿١٦﴾

في الحلقة السابقة تحدثنا حول حادثة الافك والاتهام غير الصحيح الذي الصقه المنافقون باحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتتحدث هاتان الآيتان حول دور المنافقين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقيامهم باشاعة تهمة لااساس لها من الصحة. امر تاذى منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ويعلم هذا النص الناس ان لايصدقوا الشائعات ولايروجونها في المجتمع. اذ في هذا اراقة ماء وجه اناس محترمين.

والمستفاد من هذا النص الامور الثلاثة التالية:

  •  لابد من الدقة قبول مايقال.
  •  تناقل التهم وتداولها بين الناس امر في غاية السهولة لكنه عند الله اثم كبير.
  •  الواجب على الجميع حفظ ماء وجه الناس المحترمين وعدم الاسهام في اشاعة الشائعات حولهم.

 

ويقول تعالى في الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة النور الشريفة:

يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧﴾

وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٨﴾

لأهمية موضوع العفة في المجتمع ولزوم عدم اتهام الناس بخدشها من دون دليل، ياتي هذا النص مؤكداً على ضرورة التحرز من قذف الناس بالباطل.

ان توجيه تهمة لانسان هو بريء منها لايتفق والايمان الذي يتحلى به الانسان، وان صدر هكذا خطا من احد فليتب ويؤوب الى الله فباب التوبة والمغفرة على الدوام مفتوح وليعاهد الله تعالى على ان لايعود الى مثل هذا الخطأ.

والمستفاد من النص هذا، الآتي:

  •  ان الانسان على الدوام في حاجة الى النصيحة والموعظة، وفي القرآن الكريم افضل النصائح والمواعظ علينا ان نرجع اليه وننير قلوبنا بانواره الساطعة.
  •  ان اتهام الآخرين وسوء الظن بهم دليل ضعف الايمان.
  •  ان افضل الموعظة هي التوبة التي تطهر سالف الذنوب وتبعد التائب عن المعاصي في قادم الزمان والايام.

 

ولنستمع الآن الى تلاوة الآيتين التاسعة عشرة والعشرين من سورة النور الزاكية، حيث يقول جل شأنه:

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٩﴾

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٠﴾

ان الباري عز اسمه العلي القدير يذكر لنا هنا ان اشاعة الفاحشة بين المؤمنين ذنب عظيم.

وحتى ان ضمر انسان في قلبه التهمة للآخرين فان عمل آثم لا يحبه الله جل جلاله. وهذا هو معنا قوله عز من قائل: ان بعض الظن اثم.

لكن الله تبارك وتعالى على الدوام بالناس رؤوف الرحيم، انه يمهل ولا يهمل. وانه يقبل توبة التائبين فما اجدر بالانسان ان يفيء الى رحمة الله سبحانه ويتوب اليه لأنه جل شأنه يحب التوابين.

ونذكر هنا ان الشارع المقدس وضع حداً على القاذف الذي يتهم الآخرين بالفاحشة هو ثمانين جلدة.

ولابد ان نذكر ان حد القذف يثبت بشهادة شاهدين او باقرارين وان لم يثبت فلا حدّ وان الحدود كما يقول الفقهاء: تدرأ بالشبهات.

واليكم الدروس المستفادة من النص المفسر فهي:

  •  ان الرغبة في ارتكاب الاثم هي مقدمة له وان هذه الرغبة في حد ذاتها اثم كبير.
  •  ان اشاعة الفواحش في المجتمع باللسان او العمل فيه دمار لدنيا الانسان وآخرته.

 

نسأل الله عزوجل ان ينأى بالجميع عن الفواحش ظاهرها وباطنها وان يوفقنا واياكم للعمل باحكام دينه القويم آمين يارب العالمين. وهكذا مستمعينا الافاضل وصلنا واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. نستودعكم الله. والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة