بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج: نهج الحياة.
لازلنا في افياء سورة المؤمنون المباركة، حيث تفسير آيات اخرى منها ونبدا بالآيات الحادية والثمانين والثانية والثمانين والثالثة والثمانين:
بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾
قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾
ان الكفار والمشركين وكما يبين النص لا يؤمنون بيوم الجزاء ويعدونه امرا خرافيا.
ويتسائل الكفار: كيف لا جزاء مبعثرة من جسم الانسان ان تجتمع من جديد لكي يبعث ليوم الجزاء؟
ولا ريب ان هذا الامر سهل يسير بالنسبة الى الله تعالى لما لهم له من قدرة على كل شيء، وانما امره اذا قال لشيء كن فيكون. ومن هنا يلاحظ ان النص الشريف يحث على التفكر في قدرة الباري العلي القدير جل جلاله وفي علمه الواسع وانه سبحانه جل شانه على كل شيء قدير تبارك ربنا ذو الجلال والاكرام.
والمستفاد من هذا النص:
- ان انكار المعاد من قبل الكفار لا يقوم على اساس المنطق والاستدلال. بل هو ناشئ عن التقليد الاعمى.
- لطالما اتهم الكفار الانبياء عليهم السلام بانهم ياتون بالخرافة وما هذا الا لفض الناس عنهم.
ويقول عز من قائل في الآيات الرابعة والثمانين والخامسة والثمانين والسادسة والثمانين والسابعة والثمانين من سورة المؤمنون:
قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾
سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٨٥﴾
قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿٨٦﴾
سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٨٧﴾
مستمعينا الافاضل تاتي هذه الآيات الشريفة لتطلب من المعاندين ان يحتكموا الى عقلهم وضميرهم فتعرض عليهم السؤال المحوري التالي:
ترى من خلق هذه السماوات والارض والكون وما فيه؟
ان الكفار مع كل ما عليه من عناد يقولون ان خالق الكون هو الله، الا انهم مع هذا يشكّون في قدرة الله على المعاد الجسماني، وبعبارة اخرى فان اتباع هوى النفس هو الذي جعل الكفار ينكرون المعاد.
ومما يفيدنا هذا النص ما ياتي:
- لابد من الاستفادة مما يعتقد به الكافر ان كان طرفا آخرا في النقاش من اجل ادانة معتقده وكما يقال:
من فمك ادينك.
- ان معرفة الله عز اسمه وقدرته لابد ان تترك آثار ايجابية على نمط تفكير الانسان والا فهي معرفة عقيمة.
ويقول العلي الاعلى في الآيات الكريمات الثامنة والثمانين والتاسعة والثمانين والتسعين من سورة المؤمنون:
قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٨﴾
سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ ﴿٨٩﴾
بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٩٠﴾
ان هذه الآيات تشير الى قدرة الله المطلقة في الوجود والكون. وفي النص ما يدل على ان العقل السليم يؤمن ان نظام الوجود يدار من قبل خالق عالم قادر ومدبر.
وحيث ان السحر له اثر في قلب الحقائق فان القرآن الكريم يشير الى هذا المعنى في خطابه الكفار ويسائلهم:
هل سحرتم حتى ترون الحق باطلا والباطل حقا.
ويسائل القرآن هؤلاء الكفار: ان كنتم تؤمنون بان الدنيا خلقها الله فلماذا تنكرون الآخرة وهي بامر الله وخلقه كذلك.
ويسئل القرآن لقد ابنّا لكم الحق ومعالمه فلماذا تنكرونه؟
والان الى المستفاد من هذا النص من دروس ومنها:
- ان الملجأ هو الله جل شانه وليس للانسان من ملجأ غيره.
- ان ما ياتي من عند الله حق. الا ان غشاوة الكفر تعمي البصائر فلا يرى الانسان الحق حقا ولا الباطل باطلا.
نسأل الله جل جلاله ان يجعلنا واياكم من العارفين دوما للحق والعاملين به.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.
حضرات المستمعين الافاضل هكذا وصلنا الى نهاية حلقة اخرى من برنامج : نهج الحياة.
قدمناها لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. الى اللقاء والسلام خير ختام.