بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم حضرات المستمعين الأكارم وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، حيث نتابع تفسير آيات أخرى من سورة الحج المباركة وأول آية نستمع إليها هنا هي الآية الثانية والعشرين:
كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٢٢﴾
في هذه الآية الكريمة دلالة على أن النار مثوى الكافرين لهم فيها الحسرة والخسران والحزن والأشجان، ولا جدوى والنار محيطة بالكافرين من الندم على سابق العمل، ذلك أن النار هي المأوى الأبدي للكفار إذا ألقوا فيها لا يغادروها أبداً وواضح أن الدنيا هي دار العمل والآخرة هي دار الجزاء ولكل إمرء ما كسبت يداه.
والآن إلى ما تفيده هذه الآية من دروس فهي:
- إن في النار عذاب الجسم والروح وليس لمن حل به هذا العذاب أن يفر منه.
- إن النار هي للكافرين خالدين فيها أبداً وما ربك بظلام للعبيد؛ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
ويقول جل جلاله في الآية الثالثة والعشرين من سورة الحج الشريفة:
إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴿٢٣﴾
تأتي هذه الآية تشهدنا على ما عند المؤمنين من نعمة بل نِعم في جنات النعيم.
نعم.. إن الجنة هي دار المؤمنين فيها أنهار جاريات وأشجار باسقات ولهم فيها ما تشتهي أنفسهم ولهم فيها أجمل زينة عطاء من ربك عطاءاً موفوراً.
وهناك من الناس من ينكب على الدنيا وزخرفها، لكن مثل هؤلاء هم الذين خسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
ويفيدنا النص المبارك هذا:
- إن الجنة بوارف ظلالها هي مستقر المؤمنين في رحمة رب العالمين.
- هناك تناسب في التربية القرآنية بين البشارة والإنذار، ومن هنا فإن رسول الله (ص) هو البشير النذير وما أجدر المسلمين بجعل هذه التربية الإلهية – القرآنية أنموذجاً لتربية أبنائهم.
ويقول تعالى في الآية الرابعة والعشرين من سورة الحج المباركة:
وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴿٢٤﴾
في هذا النص القرآني إشارة إلى اللذائذ المعنوية في الجنان الربانية، ومن اللذات المعنوية عند أهل الجنة الطيب من القول، إنهم يريدون رضا الله تعالى شأنه في الدنيا والآخرة، ونيل رضا الله في الدنيا يكون في سلوك سبيل الحق وصولاً إلى القرب الإلهي.
والمستفاد من هذا النص الكريم أمران هما:
- إن في الجنان اللذائذ المادية والمعنوية معاً.
- إن حسن العاقبة هي للذين على درب الله سائرون وإلى جنان خلده واصلون، يقال لهم فيها سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
وآخر آية نفسرها في هذه الحلقة الآية الخامسة والعشرين من سورة الحج حيث يقول تعالى شأنه:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٥﴾
جلي من هذا النص أن أعداء الله هم الذين يصدون الناس عن المسجد الحرام ويحولون دون أداء الناس لمناسك الحج؛ إن مكة المكرمة والمسجد الحرام هي لكل المسلمين وليس لأحد أياً كان أن يمنع الناس من القدوم إلى هذه الرحاب الطاهرة المطهرة .
ويفيدنا هذا النص ما يلي:
- لابد من الحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة وحرية التعبد فيها.
- إن مكة المكرمة هي للمسلمين جميعاً في كل الأجيال ولابد من الحفاظ على حرمة هذا البلد الحرام.
حضرات المستمعين الأفاضل دقائق معدودة عشناها وإياكم في رحاب القرآن الكريم خلال برنامج نهج الحياة، أنتم إن شاء الله على موعد مع حلقة أخرى من هذا البرنامج وتفسير آيات أخرى من سورة الحج المباركة.
نشكر لكم حسن المتابعة والإصغاء إلى اللقاء والسلام خير ختام.