بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه.
السلام عليكم – حضرات المستمعين – وأهلاً بكم في حلقة أخرى وجديدة من برنامج نهج الحياة، يسرنا في هذه الحلقة أن نقدم لكم تفسيراً موجزاً لآيات أخرى من سورة الأنبياء ونبدأ بالآيتين الـ 89 و90:
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴿٨٩﴾
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴿٩٠﴾
كما جاء في آيات من القرآن الكريم فإن زكريا (ع) كان قد بلغ سن الشيخوخة ولم يكن له ولد لأن إمرأته كانت عاقراً، وطلب زكريا من الله أن يهب له ولداً يكمل مسيرة حياته الرسالية واستجاب الله لدعائه ووهب له يحيى وكان هو الآخر نبياً.
ويفيد هذا النص أن أسرة زكريا (ع) كانت من أهل الدعاء والمناجات ومن السباقين للخيرات.
أما المأخوذ من هذا النص الشريف من دروس فهي:
- لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله مهما كانت الأحوال إن واجبنا هو الدعاء وطلب تسهيل الأعمال وإن الله تعالى يجيب دعاءنا إن كان في ذلك مصلحة وهو أعلم بها منا.
- إن الأسرة السليمة هي تلك يتعاضد أفرادها على عمل الخير والإهتمام بشؤون المحرومين.
- حين الدعاء لابد من طلب المغفرة من الله.
ويقول تعالى في الآية الحادية والتسعين من سورة الأنبياء (ع):
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿٩١﴾
إن النبي عيسى بن مريم (ع) هو آخر الأنبياء والرسل الربانيين قبل بعثة رسول الله (ص) وفي هذه الآية إشارة إلى ولادة عيسى (ع) حيث أنه ولد بإذن الله من العذراء مريم عليها السلام التي كانت إمرأة طاهرة نقية الثوب.. وفي هذا النص المبارك ما يؤكد على أن النساء جديرات بالكمال وتبوء مكانة القرب من الله.
كما هو الحال في مريم البتول (ع) وواضح أن الله جل شأنه قرن إسم مريم العذراء (ع) بأسماء الرسل والأنبياء (ع) وهذا لشأوها الرفيع ومكانتها السامية.
والمستفاد من هذه الآية أمران:
- ليس بين الرجل والمرأة تمايز في كسب المعالي والدرجات المعنوية الرفيعة.
- من سعادة المرء صلاح أمه.
ويقول تعالى في الآيتين الثانية والتسعين والثالثة والتسعين من سورة الأنبياء:
إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿٩٢﴾
وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ ۖ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ ﴿٩٣﴾
يدلنا هذا النص أن جميع الرسل والأنبياء (ع) من أمة واحدة وهدفهم واحد وإن اختلفوا في المراحل الزمنية التي بعثوا فيها والأماكن.
نعم.. كل الأنبياء (ع) دعوا إلى عقيدة التوحيد وحاربوا بكل كيانهم الظلم والشرك والكفر.. نعم إن شعار كل الأنبياء (ع) "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" لكن الكثير من الناس نأوا عن خط الأنبياء (ع) فكان مصيرهم التفرق والإختلاف والتشتت وتلوث هؤلاء بمولثات الشرك، فكان إن ابتعدوا عن طريق الحق والحقيقة.
ويفيدنا هذا النص التالي:
- إن هدف الأنبياء (ع) واحد ودينهم واحد.
- إن رسالة كل الأديان هي رسالة التوحيد وإن الإسلام دعا أتباع الديانات السماوية إلى الوحدة.
وآخر آية نفسرها في هذه الحلقة، الآية الـ 94 من سورة الأنبياء:
فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴿٩٤﴾
إن من سنن الله تعالى، إعطاء الثواب جزاء الخير من الأعمال، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأنه تعالى يثيب المحسنين.
وفي آيات القرآن الكريم إشارة إلى أن من علائم الإيمان، إتيان العمل الصالح.
وإلى الدروس المأخوذة من هذا النص فهي:
- إن الدين الإسلامي الحنيف حث على الأعمال الصالحة ولابد من أن يكون الدافع هو رضى الله تعالى.
- إن الله عالم بكل أعمال الخلق وهو يجزي على الحسنات بأمثالها بل بأضعافها.
غفر الله لنا ولكم والسلام عليكم.