بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم حضرات المستمعين الأكارم وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة وتفسير آيات أخرى من سورة الأنبياء المباركة، حيث نصغي أولاً إلى تلاوة الآيتين الثامة والثلاثين والتاسعة والثلاثين من هذه السورة:
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾
الكفار يقولون في قبال دعوة الإيمان، إننا لا نؤمن بهذه الدعوة وإذا ما أراد الله عقابنا فلماذا لا يعاقبنا؟
وهذا النص يبين لنا أن منكري القيامة ويوم المعاد يسألون عن وقت القيامة ويعتبرون تحديد الزمن الدقيق لهذا اليوم دليل على صحة ما يقول به الأنبياء والمؤمنون برسالاتهم، والأمر ليس كما يقول الكفار وبعبارة أوضح إن عدم إعلان زمن وقوع حدث ما، ليس دليلاً على عدم وقوعه وأن هناك دلائل عقلية تدل على وقوع يوم القيامة.
إن يوم الحساب أخبر به كل الرسل والأنبياء (ع) ولا ريب أن إخبارهم يومئ الى الصواب لأنهم في أقوالهم صادقون، وما فائدة تصديق أمر حين وقوع العذاب الإلهي، فعندذاك لا تنفع التوبة.
ويفيدنا هذا النص ما يلي:
- الكفار يرون أنفسهم صادقين والمؤمنين كاذبين.
- إن إنكار القيامة إنما سببه الجهل بالحقيقة، هذه الحقيقة تبينها الكتب السماوية وشرائع الأنبياء العظام (ع) لكن أكثر الناس لا يؤمنون.
ويقول تعالى في الآية الأربعين من سورة الأنبياء (ع):
بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾
تبين لنا هذه الآية أن أحداث الحياة الآخرة التي تبدأ بعد الموت تأتي فجأة، على أن الموت يباغت الإنسان، إن العذاب الذي كتبه الله على الكافرين يأتيهم في مرحلتين، الأولى الحياة البرزخية، أي ما بين الحياة الدنيوية والأخروية، والثانية بعد يوم الحساب.
والمستفاد من الآية الأربعين من سورة الأنبياء:
- إن سنة الله تعالى اقتضت أن يمهل الكفار في الدنيا لكن في الآخرة ليس هناك إمهال.
- إن منكري القيامة يبهتون حين يرون وقوع الساعة، ولا راد لأمر الله العزيز الحكيم.
ويقول تعالى في الآية الحادية والأربعين من سورة الأنبياء:
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٤١﴾
تأتي هذه الآية لتسلي قلب النبي الأكرم محمد (ص) ويدعو الله نبيه (ص) الى التزام الصبر إزاء الكفار وسخريتهم منه.
وتحدث هذه الآية كيف أن الكفار استهزؤوا بأصحاب الرسالات السابقة، وهذا الإستهزاء وهذه السخرية من عمل الجهال والمهم في مثل هذه الحالة الإستقامة والثبات على المبادئ الحقة.
إن الأنبياء (ع) بعثوا على مبادئ السماء ولم تهزهم عواصف رياح الكفر العاتية، لأن الله معهم وهو خير ناصر ومعين.
والذي نأخذه من هذا النص القرآني هو:
- إن الذين لا منطق لهم لا يقوون على مواجهة المنطق الديني وها هم اليوم يوظفون وسائل إعلامهم الرخيص من صحف ومجلات وأفلام لشن هجمات على المقدسات الدينية والأنبياء (ع).
- إن دراسة حياة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيها من الدروس والعبر للمؤمنين شيء كثير إنها تعلمهم الثبات والإستقامة في طريق الحق المبين.
المستمعين الأفاضل الى اللقاء والسلام عليكم.