بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير النبيين وخاتم المرسلين نبينا محمد وأهل بيته الطاهرين، والسلام عليكم أيها الأكارم في كل مكان، ها هو نهج الحياة يأتيكم من أثير إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران وفيه تفسير موجز لآيات الله المباركات وقد أنهينا تفسير ثمانين آية من سورة مريم المباركة، والآن نستمع إلى تلاوة الآيتين الحادية والثمانين والثانية والثمانين من هذه السورة؛
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾
في الحلقة الماضية ذكرنا أن الكفار قد تعلقوا بحبائل هذه الدنيا الفانية وكانوا يرون أن العزة في المال والأولاد والجاه، إن الكفار ينشدون العزة من الآلهة التي يعبدونها وأي عزة يهبها لهم هذه الأصنام؟ إنها لا تفيدهم في شيء وإنها في يوم القيامة تتبرأ منهم، وهل العزة إلا لله تبارك وتعالى فهو العزيز الحكيم.
وفي رواية عن مولانا الصادق عليه السلام ما يبين أن المراد من الآلهة هنا هو كبار القوم الذين يتصور الناس أن العزة تكون نصيبهم إن هم أطاعوهم، إن المراد من هذا النص، الطاعة لا الركوع والسجود ومن يطع مخلوقاً وفي طاعته معصية الخالق، فقد عبد ذلك المخلوق.
والمستفاد من هذا النص:
- إن العزة تتلاءم وفطرة الإنسان، بيدأن الكثير من الناس يبحثون عن العزة في متاهات الضلال، بينما العزة الحقيقية هي في نور الإيمان الساطع.
- إن من يلجأ إليهم الناس في الدنيا، عنهم في الآخرة يفرون، فما أجدر بالإنسان اللجوء إلى الله جل شأنه.
ويقول تعالى في الآيتين الثالثة والثمانين والرابعة والثمانين من سورة مريم المباركة:
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴿٨٣﴾
فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ﴿٨٤﴾
إن الله تعالى يعلم بما يفعل الكفار وإنه جل شأنه يمهلهم ولا يهملهم، إن ملائكة الله الكرام يحصون ويسجلون أعمال الناس ومنهم الكفار؛ ومهما فعل الكفار من السيئات فإن لهم عقابها في الآخرة وفي الآخرة يجزى المؤمنون بما كسبوا.
والآن إلى الدروس المأخوذة من هذا النص فهي:
- إن الذين يختارون طريق الكفر يقعون في حبائل الشيطان.
- إن الشيطان يزين للإنسان سوء عمله لكنه لا يجبره على سئ الأعمال.
- إن الله يمهل ولا يهمل ولكل أجل كتاب ولا فرق في ذلك بين المؤمن والكافر.
ويقول تعالى في الآيتين الخامسة والثمانين والسادسة والثمانين من سورة مريم المباركة:
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥﴾
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴿٨٦﴾
يقسم هذا النص الشريف الناس في يوم المعاد إلى قسمين: القسم الآول هم المتقون والقسم الثاني هم المجرمون.
إن المتقين هم ضيوف الله وهم إلى جنته يسيرون، وفي المقابل يسار بالمجرمين إلى حيث جهنم وبئس المصير وقد أنهكهم العطش ولا يسقون إلا من حميم.
والآن إلى ما نأخذه من فوائد من هذا النص الشريف فهي:
- إن يوم القيامة هو يوم تمييز المتقين عن المجرمين أو المؤمنين عن الكافرين.
- إن الأهم من الجنة الحصول على رحمة الله تبارك وتعالى.
- إن مفتاح الجنة، التقوى ولابد أن يتحلى الإنسان بحلية التقوى في كل مرافق الحياة.
حضرات المستمعين الأفاضل على أمل أن نلتقيكم في حلقة أخرى من نهج الحياة نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.