البث المباشر

تفسير موجز للآيات 83 الى 88 من سورة الكهف

الثلاثاء 3 مارس 2020 - 03:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 515

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم أعزائنا المستمعين ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة والتي سنبدؤها بتلاوة عطرة للآيات 83 الى 85 من سورة الكهف، فلننصت إليها خاشعين:

وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ﴿٨٣﴾

إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾

فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾

عرفنا من الآيات السابقة قصة أصحاب الكهف وتبدأ هذه الآية بالحديث عن قصة ذي القرنين وكما ذكرنا في بداية هذه السورة فإن مشركي مكة أشار عليهم يهود المدينة أن يطرحوا على رسول الله (ص) أسئلة حول ثلاثة مواضيع لإمتحانه كي ينظروا ماذا سيكون جوابه.

ومن هذه الأسئلة، قصة ذي القرنين، لذا بدأت هذه الآيات بخطاب النبي (ص) "ويسئلونك عن ذي القرنين" وجواباً على ذلك كان تقديم جزء من قصته تحكيها هذه الآيات، وهي أنه كان شخصاً أعطاه الله عزوجل من كل الإمكانيات والمعلومات كي يتمكن من إستخدامها على أفضل نحو ممكن، وكان أيضاً يستخدم هذه الأسباب الطبيعية التي سخرها الله له لخدمة الناس.

وأما سبب تسميته بذي القرنين، فله وجوه مختلفة، منها أنه كان شعر رأسه على شكل قرنين، أو إنه كان على خوذته قرنان، كما قال البعض أن المراد من القرنين هو (الشرق والغرب)، حيث أنه رحل الى شرق العالم وغربه وحكمهما، ولهذا سمي بذي القرنين.

واستند بعض المفسرين الى بعض ما ورد في التوراة وما كتبه المؤرخون معتبرين أن ذا القرنين هو الملك كوروش، والبعض الآخر اعتبره أنه الاسكندر المقدوني، ومن الناحية التاريخية الإثنان عاشا تقريباً في نفس الفترة التاريخية، أي حوالي قبل ألفين وخمسمئة عام.

من هذه الآيات نستنتج:

  • إن تحصيل العلوم والتقدم الصناعي لإستغلال الإمكانيات الطبيعية، هما من النعم الإلهية الذي منحها الله عزوجل لعباده.
  • إن دراسة تاريخ الأقوام الماضية وحياة صناع التاريخ، عامل لإكتساب التجارب والعبر.
  • نظام الطبيعة، هو نظام أسباب ومسببات، وكل شيء له سبب يجب علينا معرفته واتباعه.

 

والآن أيها الأخوة والأخوات سننصت وإياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيات 86و87و88 من سورة الكهف:

حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿٨٦﴾

قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ﴿٨٧﴾

وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿٨٨﴾

تحكي هذه الآيات أن ذاالقرنين استمر في رحلته حتى وصل الى منطقة تطل على بحر تغرب فيه الشمس، وبالقرب من هذه المنطقة هناك مستنقع، وفي تلك المنطقة يعيش أناس خيرين ونبياً أمره الله سبحانه وتعالى أن يثيب الأخيار منهم في هذه الدنيا كي يعيشون في رفاه وعيش رغيد، وأمره أن يعاقب الأشرار في هذه الدنيا، مع أن ثواب والعقاب هو من شأن الله عزوجل ومكانه الأصلي هو في يوم القيامة، ولكن الله جل وعلا أجاز ذاالقرنين أن يثيب الصالحين ويعذب الأشرار حسب ما وهبه من علم الغيب بأعمال ونيات الناس، وهذا لايمنع أن يثاب الأخيار ويعاقب الأشرار يوم القيامة أيضاً.

من هذه الآية نستنتج:

  • إن السفر والرحلات قد أجازها القرآن الكريم إن كانت هادفة ومفيدة.
  • إن الله سبحانه وتعالى قد يعطي لأولياءه إختيارات بإمكانهم أن يستخدمونها متى أرادوا.
  • الثقافة القرآنية تصف الكفر والشرك أنه ظلم للنفس، وهذا ما ورد في هذه الآيات أيضاً لأنه وضع في مقابل الإيمان.
  • على الحكام أن يرفهوا عن شعوبهم ولايرهقونهم وأن لايضيقوا إلا على الكافرين.
  • تطبيق العدل هو أهم هدف وأهم واجب من واجبات أولياء الله كي يشجعوا الأخيار على القيام بالأعمال الحسنة ويكون تحذيراً للكفار كي ينتهوا عن الظلم والأعمال السيئة.

 

أعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة