البث المباشر

تفسير موجز للآيات 50 الى 53 من سورة الكهف

الثلاثاء 3 مارس 2020 - 02:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 508

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبه المصطفى الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة.

والآن للنصت الى الآية 50 من سورة الكهف:

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾

ذكرت قصة سجود الملائكة لآدم ومعصية الشيطان في عدة سور في القرآن الكريم وكل منها تركز على جانب من جوانب هذه القصة، وتحذر هذه الآية البشر أن لايظنون أن هذه الحادثة قد وقعت في بداية الخليقة وانتهت وأن الشيطان لم يعد يأبه للبشر، بل إن الشيطان في الأصل لم يكن من الملائكة وإنه كان من الجن وهو كغيره من الجن يتناسل وذريته كلهم أعداء للبشر يوسوسون في صدور البشر ويخدعونهم، وتحذر هذه الآية البشر أن يحذروا ولا يتبعوا الشيطان ويعرضوا عن أوامر الله، فهذا العمل ظلم للنفس وإن طاعة الشيطان ومعصية الله من الأعمال السيئة التي من يفعلها يكون من الظالمين.

من هذه الآية نستنتج:

  • الإنسان أفضل من الملائكة فقد سجد له الملائكة بأمر الله، فلماذا يطيع الشيطان الذي لم يسجد له؟
  • الشيطان قد طرد من حظيرة القدس الإلهي إذ لم يسجد لآدم، إذاً كيف سيتعامل الله مع الذين لايصلون له ولايسجدون له؟

 

والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 51 من سورة الكهف:

مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴿٥١﴾

تتمة لما ذكرته الآية السابقة من تولي البعض للشيطان، يبين الله عزوجل أن الشيطان وأتباعه وذريته لم يكن لهم نصيب في خلق العالم ولا يعلمون شيئاً عن أسرار الخلق كي يكون لهم دور في تسيير شؤون الكون وإن الشيطان وأتباعه مخلوقات ضعيفة، فلا يستطيعون مساعدتكم وحل مشاكلكم، بل إن الشيطان وأتباعه مصدر كل فساد وضلال، على العكس من الملائكة الذين وكلهم الله لإنجاز بعض الأمور، فهم مسؤولون عن إدارة جانب من شؤون الكون.

من هذه الآية نتعلم:

  • إن الولاية الحقة هي بالأصالة لله، خالق البشر لاغير وبالتبعية لرسول الله وأئمة عترته صلوات الله عليهم أجمعين.
  • السائرين على النهج الإلهي يعتقدون بالله فلايطلبون مساعدة من الظالمين.

 

والآن أيها الكرام لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 52و53 من سورة الكهف:

وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا ﴿٥٢﴾

وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴿٥٣﴾

وعن مساوئ إتباع الشيطان، يقول سبحانه وتعالى أن تولي الشيطان يقود الإنسان الى الشرك والإبتعاد عن الله عزوجل، واتباع الأغنياء والجبابرة بدلاً من طاعة الله وعبادته، في حين أن هؤلاء الأغنياء والجبابرة لايستطيعون أن ينجوا بأنفسهم يوم القيامة، فكيف بمساعدتهم غيرهم على النجاة، بل إنه لاسلطة لأحد ولاحكم لأحد غير الله يوم القيامة، وكل من تولى غير الله في الدنيا سوف يكون حائراً يوم القيامة، إذ مهما نادى على من تولاهم في الدنيا لايسمعوا نداءه ولايستجيبون له ولن يكون له في الآخرة إلا النار يصلاها لامفر له منها.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • من يدعو الله يأتيه الجواب في الدنيا والآخرة، أما من يدعو أرباباً من دون الله فقد يستجيب له في الدنيا، ولكن في الآخرة لايستجيبون له.
  • أساس الشرك هي الظنون الواهية وإن الإنسان العاقل الذي يتمتع بالشعور والمعرفة لايشرك بالله أحداً.

 

الى هنا أعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على أمل اللقاء بكم في الحلقة المقبلة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة