البث المباشر

تفسير موجز للآيات 90 الى 99 من سورة الحجر

السبت 29 فبراير 2020 - 14:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 437

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة وهي آخر حلقة من الحلقات الخاصة بتفسير سورة الحجر، وقد انتهينا الى الآيات 90 الى 93 منها، فلننصت اليها خاشعين:

 كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ﴿٩٠﴾

الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ﴿٩١﴾

 فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٢﴾

 عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾

في آية سابقة من هذه السورة خاطب الله عزوجل النبي الأكرم (ص) بأنه أعطاه القرآن، وتقول الآية 90 أن الله إنما أنزل القرآن للناس، ولكن جماعة من المعنيين قد قسّموه أجزاءاً، فقد إدعى المشركون أن قسماً من هذا القرآن سحر وقسم آخر أساطير وقسم آخر شعر، وكانوا به يستهزؤون. أما أهل الكتاب فقد آمنوا بالآيات التي تتماشى مع عقائدهم وأنكروا بقية الآيات. وعمل به البعض من المسلمين ولم يعملوه بالقسم الآخر، بل وأنكروه، فجعلوا القرآن عضين أي قسموه أبعاضاً، من الطبيعي أن جميع هؤلاء سيسألون يوم القيامة عن سوء تعاملهم مع آيات القرآن الكريم ويعاقبون على كل ما فعلوه وقالوه.

من هذه الآيات نستنتج:

  • المؤمن الحقيقي هو الذي يؤمن بجميع آيات الله ويعمل بجميع أحكامه ويتبع تعاليمه وليس جزءاً منها.
  • إن احترام آيات من القرآن الكريم والأخذ بها وإهمال غيرها، عمل مذموم في كتاب الله، يجب الأخذ بجميع آيات القرآن الكريم الفقهية والأخلاقية والإقتصادية والسياسية.

 

والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت وإياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيات 94 الى 96 من سورة الحجر:

فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿٩٤﴾

 إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴿٩٥﴾ 

الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿٩٦﴾

ذكرت الروايات التاريخية أن النبي (ص) قد قضى ثلاث سنوات يدعو الناس خفية الى الإسلام حتى نزلت هذه الآيات التي أمره الله عزوجل فيها أن يعلن دعوته ولا يبالي بالمستهزئين والمشركين، فإن الله يحفظه من شرهم، بعد هذا الأمر الإلهي بدء الرسول الأكرم (ص) بنشر دعوته بين الناس ويدعوهم للإيمان ويقول لهم: (قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا)، فقصد زعماء قريش أباطالب، عم النبي (ص)، وشكوا له محمد ابن أخيه أنه يخدع شبابهم ويغرر بهم، فإن كان يريد أموالاً وزوجات تعهدوا أن يعطوه، ولكن النبي (ص) أخبرهم أنه مبعوث من قبل الله عزوجل وأنه قد أمره بدعوة قومه ولن يتخلى عن وظيفته، فأعلن أبوطالب دعمه وتأييده للنبي (ص) وحمايته من أن يصل إليه المشركون أو يصيبه منهم أذى.

من هذه الآيات نستنتج:

  • علينا أن لا نخاف الإستهزاء والإهانة والتحقير في طريق نشر الدعوة الإلهية، بل يجب العمل بوظائفنا وقد وعدنا الله النصر وحفظنا من شرهم.
  • إن الذين يصرون على عقيدتهم الباطلة، سيعترفون يوماً بخطأهم ولات حين مناص.

 

والآن أيها الكرام لننصت وإياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيات 97 الى 99 وهي آخر آية من سورة الحجر:

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ﴿٩٧﴾ 

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿٩٨﴾ 

وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴿٩٩﴾

إزاء ادعاء المشركين الواهي بأن الأصنام شركاء لله في إدارة شؤون الكون، تسرّي هذه الآيات النبي الأكرم (ص) وترشده الى طريقة لتبعث الهدوء والطمأنينة الى قلبه (صلى الله عليه وآله) وهو أن يسبح بحمد ربه، فعلينا تنزيه الله سبحانه وتعالى من كل شريك وشبيه ونشكره على نعمه ونكون من الساجدين، وحالة السجود هي أوج الصلاة (التي هي عروج المؤمن). لاشك أن المواظبة على العبودية وعبادة الله حتى يأتي الأجل وتحين الوفاة تستوجب بلوغ اليقين، فإنه بحلول الموت تنكشف كل الحجب عن الإنسان ويشاهد الإنسان جميع الحقائق.

من هذه الآيات نستنتج:

  • مع أن الله قد من على النبي –صلى الله عليه وآله- وشرح له صدره، أما كلام المشركين الواهي حول الله كان يؤذي النبي (ص).
  • إن السبيل لمواجهة الضغوط النفسية ذكر التسبيح والتحميد لله وإقامة الصلاة والسجود لله.

 

والآن أعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة