البث المباشر

تفسير موجز للآيات 42 الى 43 من سورة رعد

الثلاثاء 25 فبراير 2020 - 11:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 412

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبن الطاهرين. اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 42 من سورة الرعد، فلننصت اليها خاشعين:

 وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّـهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ۖ يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ۗ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٤٢﴾

ذكرنا في الحلقة السابقة بعض صفات المعاندين وان الله عزوجل قد نبأ رسوله (ص) انه إن يكن المشركون ينكرون رسالتك فلا تحزن فقد خالف الكفار والمشركون الرسل على مدى التاريخ، وان الله سيعذبهم على كفرهم في الدنيا والآخرة.

وان الكافرين يبتدعون اساليب الخدع والحيل ويحسبون انهم بهذا بامكانهم ان يخدعوا الله، في حين ان كل الامور بيد الله عزوجل، وإن كانوا يمكرون ويكيدون فان الله بكل شيء محيط وان علمه وسع كل شيء فهو يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولا يخفى عليه مكرهم وكيدهم. وهو يمهل الكافرين عسى ان يتوبوا اليه ويرجعوا عن غيهم، ولكنهم يستغلون هذه المهلة للايغال في كفرهم وعنادهم ويحسبون ان الله يمهلهم لانه يحبهم وانهم أعزاء عند الله. في حين ان هذا الامهال مكر الهي كي يتوب من شاء ويسدر في كفره من يشاء.

العجيب ان الانسان بالرغم من ضعفه تراه يريد ان يتحدّى الارادة الالهية، في حين ان القدرة والعزة لله جميعا وان جزاء المكر والكفر بدين الله هو العذاب الاليم.

من هذه الآية نستنتج:

  • يسعى البعض لكي يخدعوا الله، في حين ان المكر والخديعة تصل غايتها عندما يكون المقابل غافلاً، في حين ان الله سبحانه وتعالى عالم بكل الامور ولا تأخذه سنة ولا نوم.
  • يجب ان لا نغفل إذ نرى الكافرين الآن في نعيم، بل علينا ان نتفكر في عاقبتهم والى ما سيؤول اليه امرهم، فنعتبر.

 

والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 43 من سورة الرعد:

وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾

هذه هي آخر آية من سورة الرعد وهي تبيّن اوج عناد الكافرين والمشركين للنبي (ص) وانكارهم لرسالته وإعراضهم عن الحق.

في بداية هذه السورة اخبر الله عزوجل الرسول والمؤمنين ان ما انزل على رسوله هو الحق ولكن اكثر الناس لا يؤمنون، فلا يتزعزع ايمانكم بسبب كفر وشرك الناس.

وفي هذه الآية يوحي الله الى رسوله (ص) ان يقول للمعاندين انه لم يكن اتوقع ايمانكم كي يتوقف عن تبليغ رسالته بعد ان كفرتم به وان الله الذي بعثه سيكفيه وكذلك سيكفيه ولي الله الذي لديه العلم الشامل بالكتب السماوية سيؤمن به، وان هذا سيغنيه عن الآخرين حتى اذا لم يؤمن به احد.

استناداً الى الروايات والاحاديث فان المراد من (ومن عنده علم الكتاب) هو الامام علي (ع)، والذي كان اول من آمن برسول الله وبقي ثابتاً على عقيدته وايمانه الى آخر حياته. ومن الواضح ان ايمان شخص كالامام علي (ع)ن يغلب كفر آلاف المشركين، وان شهادته برسالة النبي (ص) يزيل كل شك وترديد وإنكار المعاندين، لان ايمانه يستند على العلم والمعرفة، وليس على التعصب القبلي او الطائفي.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان من يؤيده الله بالمؤمنين، لا يهزم امام تكذيب وتحقير المعاندين.
  • ليست الكمية دائماً هي المعيار. فأحياناً تكون قيمة شهادة عالم واحد، اكثر من شهادة آلاف الجاهلين.

 

اعزائي المستمعين والى هنا نأتي الى ختام تفسير سورة الرعد. على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة من برنامج نهج الحياة وتفسير سورة أخرى من القرآن الكريم نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة