البث المباشر

تفسير موجز للآيات 7 الى 10 من سورة رعد

الثلاثاء 25 فبراير 2020 - 09:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 401

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم الى هذه حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآية السابعه من سورة الرعد:

فلننصت اليها خاشعين:

وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴿٧﴾

ان الذين لم يؤمنوا بالنبي محمد (ص) عناداً، كانوا يتذرعون بشتى الذرائع منها: لم لا يأتي رسول الله (ص) بمعجزات كموسى وعيسى (ع)؟ لم لا يفعل كل ما نطلبه منه؟

في حين ان معجزة كل نبي تتناسب مع الظروف الثقافية والاجتماعية لقومه وأمته. ففي زمن انتشار السحر والشعودة في مصر كانت معجزة موسى (ع) تحدياً لعمل السحرة ومن نوعه ظاهرياً ولذا اطلق عليه فرعون وصف الساحر العليم.

وفي زمن شاع فيه علم الطب والطبابة فكانت معجزة عيسى (ع) هي شفاء الامراض المستعصية واحياء الموتى.

اما نبي الاسلام (ص) ففي زمنه انتشر بين العرب قول الشعر وبرعوا في البلاغة والبيان المؤثر وكان يعتبر في ذلك الوقت من ارض الفنون، لذا كانت معجزته من نوع الكلام الذي لا نظير له في البلاغة والفصاحة. اما المعاندين الذين لم يكن همهم معرفة الحقيقة فقد طلبوا اموراً اخرى. وقد بينت لنا التجارب على مر التاريخ انه حتى إن كان النبي (ص) قد جاء بما طلبوا منه وأكثر لكانوا يقدّمون ذريعة اخرى. اجل، فالنائم بامكانك ان توقظه ولكن المتناوم لن تستطيع ايقاظه مهما بذلت من جهد.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان وظيفة الانبياء هو ارشاد وانذار الناس، وليس اجابة طلبات المكذبين.
  • مع ان النبوّة قد ختمت بخاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد (ص)، فقد بعث الله لكل قوم نبياً وهادياً لهم لهدايتهم الى الصراط المستقيم.

 

والآن مستمعينا الاكارم لننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآية الثامنة من سورة الرعد:

اللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ﴿٨﴾

هذه الآية وما يتلوها تبين علم الله الواسع بجميع امور العالم، الظاهر منها والباطن، واحدى مصاديقها انواع جنة في بطون امهاتهم في حين تجهل الام نفسها كل شيء عن جنينها، يعلم الله ماهية الجنين وما يحتاجه ومراحل نموه مذكان نطفة وحتى ولادته ويعلم باحتياجاته ويوفرها له بواسطة الام.

وتشير تتمة هذه الآية الى ان الله قد جعل كل امر قوانينه الخاصة كفترة الحمل والولادة والرضاعة، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء.

فكلها تتبع ضوابط معينة قد اقرها الله سبحانه وتعالى .

من هذه الآية نستنتج:

  • علم الله لا يحيط بالكليات فقط، بل حتى بالجزئيات ويشمل جميع الامور في العالم، وهو يعلم جميع الامور التي تخص الجنين في رحم امه.
  • في فترة الحمل، يكون للام دور في نقص الطفل او كماله، لذا دعت بعض الاحاديث الامهات الى الاهتمام بتصرفاتهن وحتى كلامهن في فترة الرضاعة.

 

والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للايتين 9 و10 من سورة الى عد:

عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴿٩﴾

سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴿١٠﴾

تحدثت الآية السابقة عن علم الله بالاجنة بطون أمهاتهم وهذه الآية تطرح مصاديق اخرى للعلم الالهي. وهي انه يعلم كل ما تدركه الحواس الخمس ومالا تدركه. ويعلم ما جرى وما سيجري. اما فيما يخص (الغيب والشهادة) فهي بالنسبة للبشر فما يدركه بحواسه هو عالم الشهادة، وما لم تدركه حواسه فهو من عالم الغيب.

اما بالنسبة الى الله الذي خلق كل شيء فلا يوجد غيب وكل شيء هو مشهود بالنسبة له في الحقيقة اذا آمن الانسان بان الله يعلم كل شيء وعالم بكل شيء وانه يسمع ويرى ما يسرّ وما يعلن، فلا يقدم على ارتكاب الذنوب والمعاصي ويراقب تصرفاته واقواله بدقة.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • ان الله اكبر واعظم من كل شيء وانه منزه عن عيب ونقص.
  • ان الله احاط كل شيء علما وانه عالم بكل شيء ولا يقتصر علمه على مكان وزمان معين.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة