بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي المختار وآله الأطهرين الأخيار.
أعزاءنا المستمعين السلام عليكم وأهلا بكم في لقاء قرآني جديد وتفسير موجز لآيات أخري من سورة يوسف المباركة.
وفي البداية نستمع الي تلاوة الآية الرابعة من هذه السورة إذ يقول تعالي شأنه:
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴿٤﴾
جاء في الأحاديث الشريفة عن النبي الأكرم (ص) أن الرؤيا علي ثلاثة أنواع هي:
- الرؤيا التي فيها بشارة من الله تعالي.
- الرؤيا التي فيها الحزن والأسي ومنبتها الشيطان.
- الرؤيا التي تعكس مشاكل الإنسان في الحياة اليومية وتجعله مضطرب الخاطر ومشتت البال.
ولاريب أن مايراه أولياء الله في المنام هوالرؤيا الصادقة. والرؤيا الصادقة قد تكون من قبيل الوحي الإلهي كرؤيا سيدنا ابراهيم(ع) إذ رأي في المنام أنه يذبح ولده اسماعيل(ع).
وقد تكون من نوع البشارة كما هوالحال عند يوسف (ع) حيث رأي أن أحد عشركوكبا والشمس والقمرله ساجدين. وما يفيده هذا النص القرآني :
- أن الرؤيا هي من طرق الوصول الي الحقيقة.
- أن علي الوالدين توثيق الصلات مع أبنائهم كي يثق الأبناء بهم.
ويقول تعالي في الآية الخامسة من سورة يوسف:
قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٥﴾
إن والد النبي يوسف (ع) هو النبي يعقوب (ع) ، ولما قص يوسف (ع) رؤياه علي أبيه أدرك الأب أن هذه الرؤيا ليست عادية بل هي توميء الي عظمة ولده في المستقبل. ومن هنا أوحي الوالد ولده بأن لايقصص رؤياه علي إخوته كي لا يقحوا فرسية الحسد، بيد أن هذا لايعني عدم إظهار التمايز في كل حال بل عندما تقتضي الضرورة مع مراعاة الحالة النفسية عند الأبناء وهو مانصح به سيدنا يعقوب(ع) ولده يوسف (ع) كما هوصريح الآية. وما نستفيده من هذه الآية :
- أن ما يراه الإنسان من رؤيا أو مايراه علي أرض الواقع قد يكون نقله مدعاة للفتنة والإختلاف.
- إن الحسد موجود ومن هنا لابد من حفظ بعض الأسرار للحؤول دون إثارة.
والي الآية السادسة من سورة يوسف حيث يقول تعالي شأنه:
وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٦﴾
بعد أن قص يوسف رؤياه علي أبيه ، أخبره يعقوب (ع) أن الله سيبعثه أي يوسف (ع) نبيا وبذلك يتم تعالي نعمته علي آل يعقوب وأوضح يعقوب لولده يوسف أن الله سيعلمه تفسير الأحلام بوحي منه.
إن هذا النبأ من قبل يعقوب (ع) هومن علم الغيب وهو من علم الله تعالي يطلع علي بعضه بعض عباده الصالحين. وما يفيده لنا هذا النص القرآني الكريم:
- إن الله تعالي يختار من عباده الصالحين وأوليائه من لهم الجدارة تسلم مقام النبوة ويوحي إليهم كي يهدوا الناس الي طريق الخير والصواب.
- أن الله تعالي قد استجاب دعاء سيدنا ابراهيم (ع) في جعل النبوة مستمرة في ذريته. وهكذا بعث الله جلت قدرته من نسل ابراهيم ، اسماعيل واسحاق نبيين. وفي كل هذا دلالة علي طهارة هذه الأسرة وعلو شأنها ورفعة شأوها.
هكذا انتهت حلقة أخري من نهج الحياة وحتي لقاء آخر وتفسير آيات أخري من سورة يوسف(ع) نترككم في رعاية الله والسلام عليكم.