البث المباشر

تفسير موجز للآيات 108 الى 110 من سورة هود

الأحد 23 فبراير 2020 - 11:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 364

بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم الي هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 108 من سورة هود فلننصت اليها خاشعين.

 وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴿١٠٨﴾

ذكرنا في الحلقة السابقة أن الله قد قسم الناس الي فريقين السعداء والأشقياء، ووصفت الآية السابقة الأشقياء بأنهم أهل النار وهذه الآية تصف السعداء بأنهم أهل الجنة، ومع ذلك فإن الله يفعل مايشاء فهو قادر علي إفراج اهل النار منها إذا علم فيهم صدق التوبة أو شملتهم الشفاعة فإن الجنة هي عطاء من الله وفضل، وليس لأننا نحن المتفضلين علي الله (سبحانه وتعالي علوا كبيرا)، وفي نفس الوقت فإن الله قد قطع علي نفسه عهدا أن لا يخرج أهل الجنة منها وأن من يدخل الجنة يبقي خالدا فيها.

من هذه الآية نستنتج:

  • في هذه الآية جاء فعل (سعدوا) مبني للمجهول، والسبب هو أن سعادة الانسان تعتمد علي عدة مؤشرات مثل إرادته ومشيئته وعوامل أخري كهداية الأنبياء.
  • إن الجنة هي موهبة إلهية وعطاء إلهي وليس لأننا نستحقها وجوبا أو لأن لنا علي الله الفضل (والعياذ بالله).

 

والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت واياكم خاشعين الي تلاوة الآية 109 من سورة هود:

فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلَاءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ ﴿١٠٩﴾

أحد الأخطار التي تتهدد المؤمنين هو الشك والإرتياب في صواب سبيلهم أو إنحراف سبيل أضدادهم من الكافرين عن الحق وهذا يؤدي الي ضعف وتقصير في القيام بإنجاز وظائفهم الدينية، هذه الآية تؤكد علي أهمية هذا الأمر، فخاطبت النبي (ص) بالقول لا تشك في انحراف المشركين عن جادة الصواب. ومن الطبيعي أن لا يشك النبي (ص) أبدا في هذا الأمر، بل هذا الخطر يهدد المؤمنين. ولكن هذه الآية خاطبت النبي (ص) ليلتفت الآخرون لهذا الأمر من باب إياك أعني واسمعي يا جارة. من الطبيعي أنه فيما يخص الأمور الفكرية والعقائدية، فإن الشك يكون أمرا حسنا في مرحلة ما، ولكن البقاء علي الشك أمر خطير، ويجب أن يتعدي الانسان مرحلة الشك بالبحث والتقصي، وعندما تتجلي أمامه الحقيقة، عليه أن يثبت عندها ويتمسك بها، لا أن يصبح الشك عادة يومية ويبقي في شك وارتياب طوال حياته.

من هذه الآية نستنتج:

  •  يجب التمسك بالحق والثبات علي جادته حتي إذا تفرق الناس عنه، وعلي المؤمن أن يتمسك بالحق بحيث لا يؤثر عليه شك وارتياب الآخرين.
  •  إن أتباع سنن وآداب ورسوم الأجداد لا يعتبر أمرا ذا وزن وقيمة. وفيما يخص العقائد، علي الانسان أن يفكر جيدا ثم يختار ما يراه صوابا.

 

والآن مستمعينا الأفاضل لننصت واياكم خاشعين الي تلاوة الآية 110 من سورة هود:

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ﴿١١٠﴾

تعقيبا علي الآية السابعة بخصوص وجوب ابتعاد المؤمنين عن الشك والريبة ومخاطرها. تذكر هذه الآية أتباع نبي الله موسي (ع) الذين اختلفوا بشأن كتابهم الذي أنزله الله علي نبيهم وشكوا فيه وارتابوا، كما شكوا وارتابوا في القرآن، طبعا إذا كان الشك والإرتياب طريق للوصول الي الحق واليقين فلا بأس به، ولكن المهم أن يسعي الانسان لإدراك الحقيقة، لا أن يقول دون سبب مقنع: أنا أشك في أعمالكم ولا أستطيع أن أتبعكم. بل علي الانسان أن يسعي لرفع الشك والوصول الي الايمان، وفي نفس الوقت فإن ايجاد الشك والريبة بكتاب الله يستوجب العقاب الأليم فإذا أمهلهم الله في الدنيا.

من هذه الآية نستنتج:

  • عليك أن لا ترتاب بصواب عقيدتك إن رأيت اختلاف الناس في دينهم وايمانهم، فهذا أمر ليس بجديد وطالما كان كذلك علي طول التاريخ.
  • إن تأخير عذاب المجرمين الي يوم القيامة هو إحدي السنن الإلهية فلا يغتر الانسان ولا يغفل عن هذا.
  • مع أن التوراة والقرآن، كتابان إلهيان وهما نور لهداية البشر، ولكن البعض لا يري هذا النور ويشكوا ويرتابوا في وجوب اتباعه.

 

أعزائي المستمعين الي هنا نأتي الي ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حتي نلتقيكم في حلقة مقبلة، نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة