البث المباشر

تفسير موجز للآيات 96 الى 101 من سورة هود

الأحد 23 فبراير 2020 - 11:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 362

بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 96 و 97 من سورة هود، فلننصت إليها خاشعين.

 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٩٦﴾

 إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴿٩٧﴾

بعد أن بينت الآيات السابقة ما آل اليه مصير قوم شعيب (ع)، تستعرض هذه الآية وماتلاهم جانبا من قصة النبي موسي (ع) مع فرعون، خلافا للأمم السابقة حيث قام الأنبياء بدعوة أممهم، فإن موسي (ع) بدء بدعوة فرعون والمقربين منه وأهل قصره اولا، ثم توجه الي بني اسرائيل لهدايتهم، وهذا أمرطبيعي فإنه مادام بنو اسرائيل خاضعون لسلطة فرعون فلا مجال لإرشادهم وصلاحهم. ولاشك أنه كان لملأ فرعون دورمهم في حفظ ملك فرعون، لذا فإنه بالإضافة الي فرعون يجب أن يتوجه موسي الي ملأ فرعون لدعوتهم، ولكن فرعون وملأه لم يؤمنوا بموسي.

من هاتين الآيتين نفهم:

  • إن أهم دور الأنبياء هو التصدي للطاغوت بهدف تحرير البشر من رق العبودية.
  • إن الأوامر والقوانين التي يصدرها حكام الجور لاتؤدي الي رشد وتكامل البشرية، بل إن القوانين الإلهية فقط هي التي توصل الإنسان الي أعلي درجات الرشد والكمال.

 

والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت خاشعين الي تلاوة الآية 98 من سورة هود:

يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ﴿٩٨﴾ 

بالإضافة الي أن أوامر فرعون لا ترقي بالفرد والمجتمع كما ذكرنا، فإنها تسوق الإنسان الي جهنم يوم القيامة. إن الذين اتبعوا فرعون وأمثاله في الدنيا يتبعونهم يوم القيامة أيضا حتي يردوا جهنم جميعا لا يجدون عنها فرارا.

من هذه الآية نستنتج:

  • القيامة انعكاس للدنيا، فأي دين وعقيدة وحزب نتبع في الدنيا، فإننا سنحشر مع رؤساء وزعماء تلك العقيدة.
  • إن العقائد والأفكار الرشيدة هي سبب دخول الانسان الي الجنة يوم القيامة.

 

والآن مستمعينا الكرام، لننصت واياكم خاشعين الي تلاوة الآيتين 99 و 100 من سورة هود:

وَأُتْبِعُوا فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴿٩٩﴾ 

ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾ 

عاقبة اتباع فرعون كانت الغرق في نهر النيل، وهذا يوضح مدي غضب الله عليهم، هذا بالإضافة الي تعذيبهم يوم القيامة، وكل من اتبعهم لم يحصد سوي اللعن والخزي والعذاب.

والقرآن الكريم لا يعرض ما آل اليه مصير الأمم الماضية إلا ليعتبر منه اللاحقون، فهو لا يسرد قصصا خيالية، وفي الآيات اللاحقة يستعرض القرآن كيف أن آثار الأمم الماضية ترينا بوضوح كيف هلكوا.

من هاتين الآيتين نفهم:

  • أن القرآن كتاب صادق يعرض علينا تاريخ الأمم السابقة وما آل اليه مصيرها.
  • إن نقل القصص، له تأثيركبير علي المخاطب، لذا فإن قصص القرآن والتي هي قصص واقعية تنفعنا لنتعظ بها ويتعظ الآخرون.

 

والآن مستمعينا الأفاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 101 من سورة هود:

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴿١٠١﴾

بعض الحوادث الطبيعية كالسيول والزلزال والصواعق التي أهلكت بعض الأمم كما جاء في القرآن الكريم، كان دليلا علي غضب الله الذي تجلي في بعض العوامل الطبيعية. لذا فالحوادث التي تؤدي الي موت وهلاك جماعة من الناس، إما أنها عقوبة جماعية، أوامتحان الهي للبشر.

وكيف يتصرفون إزاء البلايا والمصاعب التي تواجههم؟

إن أهم ما في الأمر هو أن يعلم الانسان أن الله لا يظلم أحدا بل أن الانسان هو الذي يظلم نفسه والمجتمع بارتكابه للذنوب والمعاصي وبذلك يستوجب نزول العذاب.

من هذه الآية نستنتج:

  • إن مصيركل انسان مرهون بأعماله وتصرفاته.
  • لا أحد ولاشيء يستطيع الوقوف أمام آراء الله والتصدي لها ومقاومتها.

 

الي هنا أعزائي المستمعين نأتي واياكم الي ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، علي أمل اللقاء بكم في حلقة أخري قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة