البث المباشر

تفسير موجز للآيات 90 الى 95 من سورة هود

الأحد 23 فبراير 2020 - 10:51 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 361

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 90 من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:

وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴿٩٠﴾

بينت الآيات السابقة ان قوم مدين لم يستقبلوا دعوة النبي شعيب (ع) ولم يؤمنوا له وعصوه، ولكن شعيب (ع) توجّه اليهم بالنصيحة رحمة بهم ولأنه كان يرجو الخير لهم وحذرهم ان لم يكفوا عن تصرفاتهم فسيصيبهم عذاب من عند الله ويحل عليهم غضب الله.

وهذه الآية تحكي تتمة نصيحة شعيب (ع) لقومه للتوبة والايمان بالله فان الله رؤوف بعباده يقبل التوبة منهم والتوبة طريق فتحه الله لعباده ليؤوبوا ويتوبوا وهو يدل على مدى سعة رحمة الله.

من هذه الآية نستنتج:

  • الى جانب تحذير العاصين ونهيهم عن المنكر، يجب ان نريهم طريق التوبة والمآب والصلاح.
  • ان الله لا يقبل التوبة فحسب، بل انه يحب التوّابين.

 

والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة للآية 91 من سورة هود:

قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴿٩١﴾

ازاء كل عطف وود شعيب لقومه ورغبته في هدايتهم زاد الكافرون المعاندون من معصيتهم وعنادهم وهددوه بالقتل، واتهموه بانه لم يوضح لهم ما يريد ويقنعهم بما ارسله الله به. بالرغم من ان احدى صفات الانبياء هي التوضيح وتبسيط المفاهيم لاقوامهم، بالاضافة الى عرض المعجزات والادلة والبراهين الواضحات، وقد لجأ الكفار الى اهانة شعيب ووصفوه بانه ضعيف ومهان ولولا عشيرته لقتلوه.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان الائمة قد لاقوا من الانتقادات والظلم والاهانات في سبيل هداية الناس.
  • ان مخالفي الانبياء يفتقدون الادلة والبراهين والمنطق، واسلوبهم هو الاهانة والتعذيب والقتل.

 

والآن مستمعينا الافاضل تعالوا لننصت خاشعين الى تلاوة الآيتين 92 و93 من سورة هود:

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿٩٢﴾

 وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ﴿٩٣﴾

عندما يئس شعيب (ع) من هدايتهم لم يبق امامه إلاّ ان يقول لهم (اعملوا على مكانتكم) أي اعملوا ما شئتم وانا ايضاً اواصل ما كنت اعمله وسيتضح عما قريب من سيبلغ السعادة ومن يحلّ عليه عذاب مقيم. ولا تحسبوني متمسك بعشيرتي كي تهددوني لولا عشيرتك لقتلناك، فاني قد توكلت على الله ولم اتمسك الاّ به، بل انتم الذين تخافون عشيرتي اكثر من الله وتغفلون عن ان الله الذي يراكم في كل حالاتكم وكل آن.

من هاتين الآيتين نفهم:

  • ان لم تنفع الموعظة، على المبلّغ ان يلجأ الى الانذار والتحذير من عواقب الامور.
  • وان يئس من هداية الآخرين، فليستقم على الطريقة.

 

والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 94 و95 من سورة هود:

وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩٤﴾

 كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴿٩٥﴾

كانت عاقبة قوم مدين الطاغين كعاقبة من سبقهم من الاقوام الكافرين. وان العذاب الالهي الدنيوي يأتي بشكل هلاك وموت، صحيح ان كل من عليها فان وكل انسان يموت اما بشكل طبيعي ام بحادث، ولكن الهلاك الذي تصحبه لعنة وبعد عن رحمة الله لا يصيب الاّ من انكر الحق ولم يؤمن به فحرم نفسه من رحمة الله الواسعة، وكما ان رحمة الله واسعة فان عذابه شديد، فاذا شاء ان يعمّ بعذابه منطقة ما، فانه يدمّرها حتى كان لم يسكنها احد من قبل ولا يفلت من عذابه احد.

من هاتين الآيتين نستنتج:

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة الى اللقاء في الحلقة القادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة