البث المباشر

تفسير موجز للآيات 79 الى 83 من سورة هود

الأحد 23 فبراير 2020 - 10:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 358

بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة و سنبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 79 و80 من سورة هود، فلننصت إليها خاشعين.

قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴿٧٩﴾

 قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴿٨٠﴾

ذكرنا في الحلقة السابقة أنه عندما دخل الملائكة علي نبي الله لوط بشكل فتية جميلي المظهر، جاء فسقة قومه اليه وعرضوا عليه ما يريدون عندها دعاهم نبي الله لوط (ع) الي سلوك الطريق الفطري السليم في تلبية الحاجة الجنسية واجتناب هذا الحرام المقيت وأعلن استعداده لتزويجهم بناته، فأجابوه ليست بنا رغبة في بناتك وأنت تعلم مانريد فدع لنا ضيوفك. وعندما أسقط في يد لوط (ع) قال: ليت لي أنصار مؤمنين لأتمكن من دفعكم عن ضيوفي، أو كان بإمكاني أخذهم الي حصن حصين.

مع أن هذه الآيات تروي ما حل بقوم لوط قبل آلاف السنين، ولكننا نري أن هذه الرغبات غير المشروعة أصبحت هذه الأيام امرا قانونيا ومشروعا في العالم الذي يدعي التحضر بل أن بعض الدول الغربية قد سنوا قانونا لزواج المثليين؛ وقد استنكر القرآن الكريم هذا الأمر المستهجن ووصفه بكلمات وتعابير قاسية، كالجهل والخبائث والظلم والجرم والاسراف والفسق والفحشاء.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • الإصرار علي ارتكاب الذنوب يجعل الانسان مسخا حتي يري القبيح حسنا والحسن قبيح.
  • علينا أن نبذل جهدنا للتصدي للفساد، وإلا فعلينا اللجوء الي حصن حصين.

 

والآن أيها الأخوة والأخوات ننصت خاشعين الي تلاوة الآية 81 من سورة هود :

قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴿٨١﴾

وجد لوط (ع) نفسه أمام ضغوط وتهديد الفاسدين، فواساه الملائكة وأكدوا له أنهم لن يصلوا اليه وقالوا: إننا جئنا لننزل عليهم العذاب، فاخرج هذه الليلة من المدينة ومن آمن معك ولاتلتفتوا فإن العذاب الإلهي سيحل عليهم صباحا، وإن زوجتك سيصيبها أيضا العذاب لأنها بدلا من مؤازرتك كانت عونا للفاسدين.

وتؤكد هذه الآية علي التمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين من نفس العائلة، وإن القرابة من الأنبياء ليست وسيلة للنجاة، بل كل يحاسب علي أعماله وأفعاله.

نستنتج من هذه الآية:

  • أن المرأة تتمتع بكامل الحرية في اختيار العقيدة والفكر، حتي زوجة النبي التي في بيته بإمكانها أن تتبع سبيل أعداءه.
  • في النظام الإلهي يقيم الإنسان طبعا للقوانين الإلهية وليس علي أساس المنسوبية

 

والآن أيها الأفاضل ننصت خاشعين الي تلاوة عطرة للآيتين 82 و 83 من سورة هود:

فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾

 مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾

هذه الآيات توضح مصير قوم لوط الأسود، نزول الأحجار عليهم من السماء، ووقوع زلزال مهلك قلب بيوتهم رأسا علي عقب كعقاب دنيوي لهم، ويسرد القرآن هذه القصة عبرة للناس وليعلموا أن هذا العذاب لا يخص قوم لوط وحدهم، بل كل قوم ومجتمع ينحرف عن جادة الصواب ويتبع الفساد وتنتشر فيه هذه العلاقات الشاذة.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • أن الإعراض عن طبيعة خلقة الإنسان وتحريفها يعقبه عذاب أليم.
  • علينا عدم الاستهانة بقدرة الله، فكما ينزل المطر رحمة بعباده، بإمكانه ارساله عذابا عليهم.

 

الي هنا نأتي الي ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، الي اللقاء والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة