البث المباشر

تفسير موجز للآيات 38 الى 41 من سورة هود

السبت 22 فبراير 2020 - 15:12 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 349

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة ونبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 38 و39من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:

وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿٣٨﴾

 فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٣٩﴾

بينت الآيات السابقة لهذه الآية انه عندما يئس نوح من هداية قومه، امره الله عزوجل ان يصنع سفينة عظيمة لينجو المؤمنون والحيوانات والدواب من الطوفان الذي سيغمر الارض. وتخبرنا هذه الآية انه عندما كان نوح يصنع الفلك كان الكافرون والمعاندون يسخرون منه ويقولون بعد سنوات من النبوة وعندما فشل في جعل الناس يؤمنون به عمل في النجاة واخذ يصنع فلكاً فيمدينة بعيدة عن البحار، في حين ان السفينة يجب ان تصنع قرب البحر ليتسنى القاءها فيه والركوب فيها وطالما كان النبي نوح يتألم من الاستهزاء به ويردّ عليهم سيأتي يوم نركب فيه هذه السفينة ونسخر منكم اذ كذبتم بآيات الله البيّنات فابتلاكم الله بالطوفان وغرقتم، وهذا هو العذاب الدنيوي ولكم في الآخرة عذاب مقيم.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • إن لم نكن ندرك الحكمة من افعال الأنبياء والأوصياء، يجب ان لا نسخر منهم، فالاستهزاء والسخرية من افعال الجاهلين.
  • يجب ان نقف بصلابة ونثبت ازاء سخرية الاعداء ولا نكف عن ممارساتنا الصحيحة بسبب سخرية الآخرين.

 

والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 40 من سورة هود:

حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٤٠﴾

بعد ان انتهى نوح (عليه السلام) من صنع الفلك فار الماء من الارض وهكل من السماء بامر الله، بحيث غمر كل الارض وحمل السفينة فاستقرت فوق الماء. وكان الله سبحانه وتعالى قد أمر بنيّه ان يحمل في الفلك من كل حيوان زوجين لحفظ نسلها. وان يحمل فيها المؤمنين وافراد عائلته من آمن منهم فقط وامتنعت زوجته وانبه كنعان عن الصعود الى السفينة.

ومع ان التنور مكان اشعال النار، ولكن من هذا التنور فار الماء، وكانت هذه علامة بداية العذاب الالهي.

من هذه الآية نستنتج:

  • العلاقات الدينية اهم من العلاقات العائلية، فقد ركب المؤمنون ولم يركب ابن نوح وزوجته بسبب كفرهم.
  • الماء هو سبب وجود الحياة، وهو نفسه يمكن ان يكون بسبب هلاك وانقراض جيل من البشر وذلك بامر الله.


والآن مستمعينا الكرام لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 41 من سورة هود:

 وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّـهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٤١﴾

ومع ظهور علامات العذاب امر النبي نوح (ص) اتباعه من المؤمنين بركوب السفينة ذاكراً رحمة الله ومغفرته التي ادّت الى نجاتهم وبيّن لهم ان هذا الفلك يجري باسم الله ويقف بامره ولست انا من يتحكّم بسيره ووجهته ورد في الاحاديث الشريفة ان اهل بيت النبي محمد (ص) كسفينة نوح، كما روى الصحابي الجليل ابوذر الغفاري عن رسول الله (ص) انه قال: (مثل اهل بيتي كمثل سفينة نوح، من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك)

وقد روى هذا الحديث كبار الصحابة في صدر الالام كابن عباس وعبدالله بن الزبير وانس بن مالك وابوسعيد الخوري وذكر في كتب التفسير المعتبره.

من هذه الآية نستنتج:

  • يجب على الانسان ان يبدء عمله وينهيه باسم الله ويكون هدفه رضى الله سبحانه وتعالى.
  • ان قول بسم الله في بداية كل عمل ذكر في سيرة الانبياء (عليهم السلام) وقد اوصوا به اصحابهم واتباعهم.

السفينة ليست إلاّ وسيلة، والمهم هو ارادة الله عزوجل. فعلى الانسان ان لا يلتفت الى الوسائل، بل يذكر الله دائماً الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة