البث المباشر

تفسير موجز للآيات 25 الى 28 من سورة هود

السبت 22 فبراير 2020 - 14:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 346

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 25 و26من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٥﴾ 

أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿٢٦﴾

تشير هاتان الآيتان الى نبوة نوح (ع) ودعوته قومه الى الايمان بالله الذي لا اله الا هو. ونوح (ع) هو اول نبي من الانبياء اولي العزم وقد ثار على الشرك وعبادة الاصنام. ومع انه دعا قومه سنوات طوال وقروناً متمادية الا إنه لم يؤمن به الاّ قليل. وعندها دعا نوح ربه فغمر الارض طوفاناً شاملاً وهلك الكافرون ولم ينج سوى المؤمنين.

وكان نوح قد حذرهم منذ البداية من ان عاقبة معصية الله هي نزول العذاب الاليم، ولكنهم لم يصدقوه، في حين ان انذار الانبياء حقيقي وجدي ليس هزلا ولا مزاحاً، وهم ينذرون اقوامهم ويحذرونهم عاقبة الكفر وعبادة الاصنام، ويرون ان من واجبهم انذار اقوامهم وتحذيرهم.

نستنتج من هاتين الآيتين:

  • الامم غافلة وهي بحاجة الى الانذارات والتحذيرات لتصحى من غفلتها.
  • جميع الانبياء دعوا اقوامهم الى التوحيد وعبادة الله وحده لتحرير الناس من الشرك والخرافات.

 

والآن ايها الاخوة لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 27 من سورة هود:

فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾

على طول التاريخ كان زعماء وكبار القوم هم اول المخالفين لدعوة الانبياء لهم كانوا يرون ان رسالة الانبياء مخالفة لمنافعهم وكانوا يشعرون ان ايمان الناس بالانبياء سيصرف الناس عن اتباعهم فتضمحل قدرتهم ونفوذهم. وقد اشارت هذه الآية ايضاً الى ان زعماء الفكر قد خالفوا دعوة نوح (ع) وحاولوا صرف الناس عن بتحقيره واتباعه، فقالوا إنما انت بشر مثلنا ولست بافضل منا كي نتبعك.

الجدير بالذكر ان الانبياء ايضاً طالما قالوا: انما نحن بشر مثلكم ، ولسنا ملائكة او ابناء الله، وفرقنا عنكم هو اننا يوصى الينا، وان واجبنا تبليغكم رسالات ربنا وانذاركم من عذاب يوم عظيم.

وتمادى الكفار في تحقير اتباع نوح (ع) فوصفوهم بانهم.

اراذل القوم وانهم مهانين ولا مكانة لهم بينهم. في الحقيقة، إن أحد دوافع المستضعفين في المجتمع للإيمان بالانبياء، هو كون تعاليم الانبياء تحررهم من تسلط الاغنياء وحكام الجور والظلم، لذا فان الفقراء والمحرومين ينجذبون الى الايمان بالانبياء اكثر من غيرهم.

وربما ينكر المخالفون تعاليم الانبياء ويدّعون انها كذب ومحض افتراء او سحر وانها لا فائدة منها.

من هذه الآية نتعلم:

  • الاهانة والتحقير والاستضعاف هي طريقة اولئك الذين ينكرون الحق والحقيقة ولا يريدون ان يؤمنوا بها.
  • الاشخاص الاقل تعلقاً بالدنيا اسرع ايماناً بالانبياء وعلى العكس منهم المستكبرون الذين يمثلون طليعة المحاربين والمناوئين للانبياء (عليهم السلام).

 

والآن مستمعينا الكرام تعالوا لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 28 من سورة هود:

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴿٢٨﴾

ازاء مقولة قومه، اعرض نوح (ع) عنهم موضحاً لهم انه وإن كان بشراً مثلهم ان الله قد اعطاه الحجة عليهم، فلديه المعجزة التي تدل على صدقه وهداه الى المنطق الواضح المبين لدعوتهم للايمان بالله ونبذ الشرك، بحيث يفهمه كل انسان عاقل ويقبله.

وانه لا ينطق عن نفسه هو ولا يدعوهم لنفسه وانما يدعوهم لعبادة الله جل وعلا. وإن هذا من لطف الله تعالى عليه ان عهد اليه بابلاغ رسالته لقومه.

واوضح لهم انهم عليهم ان لا يتوقعوا ان يجبرهم على قبول دعوته، او ان يجبرهم الله على اتباعه، فهذا محال ولا ينسجم مع حكمة الله.

من هذه الآية نستنتج:

 

وبهذا اعزائي المستمعين نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة شكراً لحسن الإستماع نحن بانتظار آرائكم ومقترحاتكم حول البرنامج. فحتى نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة