البث المباشر

تفسير موجز للآيات 20 الى 24 من سورة هود

السبت 22 فبراير 2020 - 13:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 345

بسم الله الرحمن الرحيم، اعزائي المستمعين. السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 20من سورة هود فلننصت اليها خاشعين:

أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ۘ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ ﴿٢٠﴾

مربنا في الآيات السابقة ان كل من يضل الناس عن سبيل الله يعذب في الدنيا والآخرة. وتشير هذه الآية الى ان هؤلاء الذين مر ذكرهم لا يمكنهم الهروب من عذاب الله والتغلب على قدرته سبحانه وتعالى حتى اذا ستنفروا جميع اعوانهم وانصارهم. كما وضحت هذه الآية ان هؤلاء لهم عذاباً ضعفاً من النار لانهم بالاضافة الى انهم كانوا منحرفين وضالين، فقد اضلوا الناس فحملوا اوزاراً الى اوزارهم. وقد جاء في الروايات والاحاديث ان عذاب العلماء اضعاف عذاب الجاهلين.

من هذه الآية نستنتج:

  • في يوم القيامة، لا قدرة للمجرمين على الفرار من العذاب ولا يستطيع الحكام والطواغيت مديد العون لهم.
  • إن العناء قد أعمى وأصمّ الكافرين فلم يعد بامكانهم رؤية وسماع الحق.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 21 و22 من سورة هود:

 أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢١﴾

 لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ﴿٢٢﴾

تتمة للآية السابقة التي تعرّضت لمصير زعماء الضلال توضح هاتان الآيتان ان هؤلاء خسروا انفسهم فقد تطرقت الثقافة الاسلامية الى ان الدنيا سوق يبيع فيها الناس اعمالهم وحاصل أعمارهم والبائع هو الانسان المشقرون متعددون: الله، الشيطان، الآخرين وهوى النفس.

من بين كل هؤلاء يشتري الله سبحانه وتعالى هذه البضاعة بأعلى قيمة ووعده بدفع الثمن حق وصدق. فمن يبيع نفسه لغير الله عزوجل يخسر، لان كل ثمن غير ما يقدمه الله ينفد في الدنيا ولا يبق منه شيء في الآخرة التي نكون احوج ما نكون اليه فيها.

من هذه الآيات نتعلم:

  • ان خسارة الاموال والجاه تعتبر خسارة. ولكن الخسران الكبير هو خسارة الانسانية.
  • الخسارة الدنيوية قد تعوّض، ولكن العمر يمضي بلا عودة، فتلك هي الخسارة التي لا تعوض.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 23 من سورة هود:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٣﴾

في مقابل اولئك الضالين الذين خسروا الدنيا والآخروا وادخلوا نار السعير. هناك المؤمنون الصالحون الخاشعون والخاضعون لله ربحوا الآخرة فدخلوا الجنة. وقد اكدت هذه الآية على اهمية ان يتمتع المؤمن باخلاق الخضوع والخشوع لله عزوجل وهي بذلك تشير الى خطر يتهدد المؤمنين وهو الغرور بدينهم والذي لا يتناسب باي شكل من الاشكال مع العبودية لله سبحانه وتعالى. اذن يتصف الكافرون بانهم متمردون وعاصون لاوامر الله بينما يكون المؤمنون مطيعون وخاضعون فقط لاوامر الله رب العالمين.

ونستنتج من هذه الآية:

  • لا تكفي الاعمال الظاهرية بحد ذاتها، فان الحالات المعنوية والروحية لها الدور الاساس في تحصيل الثواب الالهي.
  • في التربية الالهية تجد الترهيب دوماً الى جانب الترغيب، وتهديد الضالين الى جانب ترغيب الابرار والمحسنين.

 

والآن ايها الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 24 من سورة هود:

 مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٢٤﴾ 

في ختام هذه المجموعة من الآيات التي قارن فيها الله بين الكافرين والمؤمنين. ضرب سبحانه وتعالى هذا المثل وهو ان الكافرين لا يرون الحق ولا يسمعونه ولا يقبلونه فهم اذن كالعمي والصم، بينما المؤمنون يتوجهون ببصيرتهم الى الحق ويسمعونه ويقبلونه فهم البصيرون والسميعون حقاً، ولكن للاسف فان قلة من الناس تفهم هذه الحقيقة وتعتبر بها.

اجل فكما ان الجسم الانسان عين واذن وحواس اخرى، كذلك لروح الانسان ايضاً عين واذن يدرك بها الامور المعنوية.

نستنتج من هذه الآية:

  • الانسان كالحيوانات يرى الاشياء المادية ولكن ما يميز الانسان عن الحيوانات هو انه يدرك الحقائق المعنوية وغير المادية ايضاً.
  • ان المقارنة بين الطيب والخبيث، والجميل والقبيح، والمحسن والمسيء من الاساليب المؤثرة التي يستخدمها القرآن في تربية المسلمين.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة