بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 17من سورة هود:
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ۚ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ ۚ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾
من الفرق التي لم تؤمن ببنوة محمد (ص) يهود المدينة الذين تذرعوا بشتى الذرائع كي لا يعترفوا بالقرآن او بنبوة النبي محمد (ص)، وتنفي هذه الآية ذرائعهم فيخاطبهم الله عزوجل بما مضمونه الم تؤمنوا بالتوراة ونبوة موسى (ع)؟ فلما تعجبون ان ارسل الله نبياً آخر ولا تصدقونه؟ ما هو دليلكم على انه لا نبي بعد موسى (ع)؟ الم تعدكم التوراة بنبي يأتي من بعد موسى (ع) وكنتم تنتظرون ظهوره؟ الم تقرأ واصفات محمد (ص) في التوراة؟ فان كنتم مؤمنين بالتوراة فيجب ان تؤمنوا بالنبي محمد (ص) والكتاب الذي نزل على صدره وهو القرآن الكريم، وان لم تؤمنوا فانكم لا تختلفون عن الكافرين والملحدين ومأواكم جهنم.
هذه الآية وبالاضافة الى شهادة التوراة بنبوة نبي الاسلام (ص)، تشير ايضاً الى رجل من آل النبي (ص) يشهد بان القرآن حق، استناداً الى الروايات فان الرجل هو علي بن ابي طالب (ع) ذلك الرجل المؤمن الصادق واول الناس ايماناً بالرسول (ص).
بالطبع كون الامام علي (ع) هو الشاهد ليس بسبب قر ابته من النبي محمد (ص)، فان أبا لهب كان عماً للنبي ولكنه قام بتكذيبه وآذاه حتى نزلت سورة في القرآن تلعنه. واشارت هذه الآية ايضاً على ضرورة تمسك المؤمنين بايمانهم حتى ان كانوا قلة ازاء كثرة كافرة ومنكرة للقرآن ولنبوّة رسول الله (ص) وان لا يهتز ايمانهم لان القرآن كلام الله وكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
من هذه الآية نستنتج:
- احدى علامات صدق الأنبياء (عليهم السلام) وجود أتباع صادقين ومخلصين.
- ايمان الاكثرية لا يعتبر دليلاً على صدق العقيدة، فالحق هو ما كان منشأه العقل او الوحي، حتى إذا رفضه اكثر الناس وقفت الاحزاب موقفاً مخالفاً منه.
والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 18 و19 من سورة هود:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ أُولَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨﴾
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿١٩﴾
يعتبر إنكار احد انبياء الله نوعاً من الافتراء على الله سبحانه وتعالى والكذب عليه وانه لم يرسل أنبياء ولم ينزل الوحي على صدورهم كله يعتبر اختراءاً على الله، كما ان ادّعاء النبوة ايضاً يعتبر اختراءاً على الله بان ينسب الى الله ما لم يقله او يفعله. ليعلم كل من يفتري على الله الكذب انه سيمثل يوم القيامة امام الله في محكمة عدل الهي ويسأل عن سبب اختراءه وادّعاءه حيث لا يمكنه انكار ما فعله لان الله عالم بافعال ومكنونات قلوب البشر اجمعين، وهناك شهود ايضاً يحضرون فيسشهدون بكل ما رأوا وما سمعوا.
استناداً الى آيات القرآن الكريم، فان الشهود في يوم القيامة هم الانبياء والائمة وهم الشاهدون على أعمال امتهم، بالاضافة الىالملكين المرافقين لكل انسان، والارض التي يمشي عليها واعضاءه وجوارحه، كلها تشهد بما فعله الانسان في الدنيا.
ومع وجود كل هؤلاء الشهود لا يمكن لاي انسان ان ينكر عملاص فعله، كما في المحكمة الدنيوية حيث يدان الانسان ان شهد عليه شاهدن او اربعة شهود احياناً.
وبالطبع فانه بالاضافة الى العذاب الذي يستحقه هكذا انسان في الآخرة، فانه يعاقب ايضاً في الحياة الدنيا بان يلعنه الله ويبعده عن رحمته، وذلك لانه ارتكب ظلماً عظيما بحق افكار وثقافة الامة، وانه لم ينحرف عن الصراط المستقيم فحسب، بل عمل على ان يضل الآخرين بان يريهم سبيل الله بشكل منحرف ومعوج، فيضلهم.
من هذه الآيات نتعلم:
- على ارباب الاقلام والكتاب الحذر في كتاباتهم، فان الكلام الباطل يؤدي الى انحراف الكثير من الناس.
- إن سبيل الله واضح وصراطه مستقيم، ولكن اعداء الله يضلون الناس بابتداع الخرافات والبدع او بطرح الشبهات والتساؤلات المضلة ليوهموا الناس بان سبيل الله معوجة ومنحرفة.
الى هنا ايها الاعزاء نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نشكر لكم مستمعينا حسن الاستماع ونرحب بآرائكم واقتراحاتكم بشأن البرنامج ونستودعكم الله والسلام عليكم.