البث المباشر

تفسير موجز للآيات 9 الى 12 من سورة هود

السبت 22 فبراير 2020 - 11:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 342

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 9و10 من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:

وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ﴿٩﴾

 وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ﴿١٠﴾

تشير هاتان الايتان الى بعض الصفات النفسية والروحية للانسان وهي يأسه لدى فقدانه نعمة ما، وإصابته بالغرور والفخر اذا اصاب نعمة ما. في حين انه لا تدل كل نعمة على رحمة الله ولطفه، ولا تدل كل مصيبة على غضب الله. وانما النعمة والبلاء موردا امتحان يمتحن الله به عباده.

وتوضح هاتان الآيتان اهم صفات الدنيا وهي عدم ثباتها على حال واحد، فلا النعم الدنيوية تدوم، ولا المشاكل والمصائب دائمة، بل كما ورد في الروايات، ان الدنيا يومان، يوم لك ويوم عليك، فلا تغتر ان كانت الدنيا لك، وان كانت عليك فاصبر، فهي امتحان في الحالتين.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • الانسان لا طاقة له على التحمل فيصيبه اليأس والاحباط لدى فقدانه نعمة من نعم الله.
  • ان النعم الالهية هي من فضل الله علينا وليس لاننا سنستحقها، اذن يجب ان نكون شاكرين لله على كل حال.
  • الاحزان والافراح الى زوال علينا ان نفكر بالحياة الآخرة.

 

والآن لننصت واياكم ايها الاخوة والاخواة الى تلاوة عطرة للآية 11 من سورة هود:

 إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴿١١﴾

لا يبلغ السعادة الحقيقية الا اهل الصبر الذي يتأتى من الايمان بالله سبحانه وتعالى، والاّ فلا يكون الصبر الاّ الماً وعذابا.

في جميع آيات القرآن الكريم ذكر العمل الصالح مقروناً بالايمان وتكررت عبارة (آمنوا وعملوا الصالحات) كثيراً. ولكن في هذه الآية فقط ذكر الصبر مقروناً بالعمل الصالح، ليشير الى دور الايمان في الوصول الى الصبر، طبعاً الصبر النابع من الايمان ، لا يساعد على الصمود امام المصاعب والمصائب، بل ايضاً في حالة الرفاه والسرور، وإلاّ فسيجر الانسان الى الطغيان والتمرد.

من هذه الآية نستنتج:

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 12 من سورة هود:

فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٢﴾

بعد الآيات التي تناولت قلة صبر الانسان. توضح هذه الآية انه ان لم يكن الله قد انعم على نبينا محمد (ص) يسعة الصدر، لكان كالبشر العاديين، لا يتحمل الاهانات والسخرية، ولعله كان قد قصّر في تبليغ الاوامر الالهية، وتكون حجته ان المشركين ليسوا اهلاً لمعرفة الاوامر الالهية وليسوا اهلاً للعمل باحكام الاسلام. اذن فلا بئس في عدم تبليغهم بعض الآيات التي اوحيث اليّ. ثم يقول له الله سبحانه وتعالى لرسول (ص) اولاً لا تدع صدرك يضيق من سخريتهم واستهزائهم فالله بصير وسرد كيدهم الى نحورهم، وثانياً ان واجبك هو التبليغ ولا تسأل عما اذا كانوا آمنوا ام لا، فابلغهم رسالات ربك فان شاءوا فليؤمنوا وان شاؤوا فليكفروا. ويؤكد الله عزوجل على نبيه (ص) ان تبليغ الاوامر الالهية يجب ان يتم فوراً، فلا تؤخره لسبب من الاسباب، كيقينك بعدم ايمان المعاندين او استهزائهم بك.

من هذه الآية نستنتج:

  • على مبلغ الدين ان يكون حدّياً وقاطعاً في تبليغ كلام الله ولا يكترث لكلام وردود فعل الناس.
  • كل واحد مكلف بأداء واجبه، وليس بالنتيجة، فاعمل بواجبك، ودع الباقي على الله.
  • واجب الانبياء هو انذار الناس وتبليغ الرسالة، وليس اجبار الناس حتى يكونوا مؤمنين.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان نلتقيكم في حلقة اخرى نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة