بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه واشرف بريته سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله آل الله واللعن على اعدانهم اعداء الله من الآن الى يوم الله.
اسعد الله اوقاتكم بكل خير حضرات المستمعين الأكارم واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج القرآني، ونبدأ في حلقة هذا اليوم بتفسير الآية الأولى بعد المئة من سورة يونس التي نستمع الى تلاوتها اولاً:
قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠١﴾
تقدم في بعض من الآيات التي مرت علينا بيان ان دليل الكفر والأنكار هو عدم التعقل والبصيرة في براهين الله وحججه.
وتأتي هذه الآية الكريمة داعية الى الدقة والتفكر حيث ترى ان اعمال الدقة والأمعان في امر كل شيء يعد مقدمة للايمان
ومن جانب آخر وكما مرعلينا كذلك من خلال تفسير الآيات السابقة ان الأيمان لابد ان يكون عن طواغية واختيار لا عن اجبار واكراه.
على اي حال الأيمان لابد يكون عن فهم ودرك لكي يكون ايماناً ثابتاً وراسخاً في القلوب.
ان التفكر في خلق السموات والأرض وسائر الوجود يأخذ بيد الأنسان الى حيث شاطن الايمان والعبودية لله الواحد الأحد.
وبالطبع فأن البعض مع رؤيته لكل هذه البراحين الساطعة لا يؤمن ويبقى على كفره وجحوده. والسبب هنا هو اما الشك والترديد او الأفكار الناشىء عن العناد واللجاج.
والذي نتعلمه من هذا النص:
- ان التدبر في الخلق هواحم طريق لمعرفة الله والأيمان به تعالى.
- ان رؤية الآيات الآلهية وسماع قول الحق ليس بكاف. اذ لابد من ارادة الأنسان وتصميمه على الأيمان.
ويقول تعالى في الآية الثانية بعد المئة من سورة يونس المباركة:
فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ ۚ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿١٠٢﴾
كما اتضح فأن الله دعا الخلق الى الدقة والتفكر في الخليقة والخلق او لنقل في الوجود برمته.
ويشير هذا النص الى ان عذاب يوم عظيم هو في انتظار اولئك الذين لا يؤمنون بالله وعلى كفرحم يصرون.
اذا كان اكثر الناس في مجتمع صالحون فأن ذلك المجتمع يكون في طريقه الى الصلاح. والعكس صحيح ايضاً فأذا فسد اكثر افراد المجتمع فسد المجتمع ونال العقاب والعذاب. نعم ان ان العذاب يطال المجتمع الفاسد حتى وان وجد فيه افراد صالحون ان تاريخ بعض الأعم السالفة مثل قوم نوح وقوم هود وقوم لوط دليل على هذه السنة الآلهية.
والذي يمكن ان نتعلمه هنا هو:
- ان سنة الله جارية على الدوام وهي شاملة لكل خلقه.
- ان تاريخ الماضين هو مرآة عبرة القادمين.
ونستمع الآن الى الآية الثالثة بعد المئة من سورة يونس:
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾
ثمة نقطة لابد من الأشارة اليها هنا وهي ان الله تعالى عادل لا يظلم احداً والعدل الآلهي احد اصول الدين في الأسلام
من هنا فأن الله تعالى اذا ما انزل العذاب على امة كافرة لا يشمل عذابه المؤمنين. اذ لكل نفس ما كسبت من خير او شر وما ربك بظلام للعبيد.
ان وعد الله حق والله لا يخلف الميعاد.
وتفيدنا هذه الآية:
- المؤمن في امان الله وحفظه حتى وان عاش في بيئة كافرة.
- ان العقبى هي للمؤمنين والجنة للشاكرين والنار للكافرين الجاحدين وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
ويقول جل شأنه في الآية الرابعة بعد المئة من سورة يونس:
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّـهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٤﴾
في هذه الآية دلالة على ثبات النبي الكريم على المبدأ الأسلامي القويم انه يعبد الله ولا يشرك به شيئاً.
انه (ص) يعبد الله الذي يحيي ويميث والمشركون الذين يعبدون الأصنام ينالهم يوم القيامة العذاب الأليم وأوثانهم في ذلك اليوم لا تنفعهم في شيء.
والذي نتعلمه من هذا النص:
- الأستقامة في طريق الله.
- ان الآله الجدير بالعبادة هو الذي بيده حياتنا وموتنا.
وآخر ما نتلوه في هذه الحلقة من آيات الذكر الحكيم الآيتين الخامسة والسادسة بعد المئة من سورة يونس:
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٥﴾
وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦﴾
ان النبي الكريم محمد (ص) دعا في رسالته الشاملة لكل الخلق النسا الى الصراط المستقيم والنهج الرضاء والحنيفية البيضاء. ولهذا فأنه (ص) كان يقول انا دعوة ابي ابراهيم.
وفي مقابل رسالة السماء والأسلام الأنور فأن الشرك كفر وضلالة وباطل لا يغني من الحق شيئاً. ان الشرك لظلم عظيم اذ يظلم الأنسان نفسه بالكفر والشرك ويظلم الآخرين والذي نتعلمه هنا:
- ان الدين الحق هو الدين الذي يتناسب والفطرة السليمة.
- ان الأصنام والأوثان لا تنفع ولا تضر وعبادتها والعكوف عليها شرك ليس الا، وان الله تعالى يغفر الذنوب جميعاً الا الشرك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد ان هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.