بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطاهرين.
السلام عليكم ايها الاخوة والاخات هذه حلقة اخرى من برنامج، نهج الحياة، نبدأها بتلاوة الآية الثالثة والتسعين من سورة يونس:
وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٩٣﴾
يشير الله تعالى في هذه الآية المباركة الى العطايا التي منحها قوم بني اسرائيل.
ويذكر المفسرون ان بني اسرائيل قد عاشوا اعواماً في التيه والتشرد لكن من بعد ذلك حباهم الله ارضاً طيبة ذات مناخ جميل وتربة خصبة وهي ارض الشام
افضل انواع الرزق الآلهي كانت من نصيب قوم بني اسرائيل الا ان بني اسرائيل لم يكونوا قوماً شاكرين فبدلاً من ان يحمدوا الله على نعمائه حلت بينهم التفرقة بعد ان اتخذوا الى الأختلاف سبيلاً، وان على هؤلاء القوم ان يجيبوا يوم القيامة على ما فعلوا.
ونتعلم من هذه الآية:
- في دعوة الأنبياء العظام يتم علاوة على الأهتمام بالجانب المعنوي التوجه الى الجوانب المادية في حياة الأنسان، لأن دعوة السماء تريد الخير للبشرية اجمع.
- ان التفرقة والخلاف ينشا أن من الابتعاد عن عقيدة السماء وفي هذا قضاء على النعم الآلهية.
ولنستمع الآن الى تلاوة الآيتين الرابعة والتسعين والخامسة والتسعين من سورة يونس اذ يقول تعالى:
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٥﴾
تتحدث هاتان الآيتان عن اولئك الذين ارتابوا وشكوا في الوحي الآلهي المنزل على رسول الله (ص) على ان ثمة نقطة لابد من الأشارة اليها هنا وحي ان الكتب السماوية التي سبقت نزول القرآن الكريم قد اشارت الى ظهور نبي الأسلام ولو ان المشككين في ذلك الوقت كانوا قد رجعوا اليها لما حل في نفوسهم مثل هذا الشك والأرتياب.
واضافة الى ذلك فأن القرآن الكريم ذاته تحدث عن الأمم السالفة ومنها بني اسرائيل. وفي آيات القرآن الكريم من الدلالة الواضحة على ان من عند الله العزيز الحكيم ان الأنسان اذا ما زال عنه الشك في الأيمان اعطي نعم الله وعلى العكس فأن في الشك في الدين، العياذ بالله، حرمان من فضل الله العظيم اللهم نور قلوب الجميع بنور الأيمان الناصع واليقين الساطع آمين يا رب العالمين.
ونتعلم من هذا النص مايلي:
- ان الشك والترديد بشكل عام ظاهرة طبيعية تحدث عند كل انسان لكن المهم تجاوز مرحلة الشك والوصول الى ارجاء اليقين الرحبة.
- ان من يستولي عليه الشك والترديد يؤول حاله الى تكذيب الحق وانكاره لا قدر الله.
ويقول تعالى في الأية السادسة والتسعين والآية السابعة والتسعين من سورة يونس:
إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦﴾
وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٩٧﴾
الناس في تعاملهم مع الحقائق الدينية على ثلاث فئات:
- فئة لا تعرف الحق ولا تطلبه
- وفئة لا علم لها بالحق لكنها تبغيه وتبحث عنه
- والفئة الثالثة هي التي عرفت الحق وهي لا تقبله لان ذلك الحق يتعارض ومصالحها المادية والدنيوية.
وهذا النص يتحدث عن الفئة الثالثة من الذين ركبهم الجحود والعناد واصبحت قلوبهم اشد قسوة من الحجر. مثل هؤلاء ليس من آمل في ايمانهم وهؤلاء هم الذين غضب الله عليهم وباءوا بالخسران المبين ان المعاندين لا يقبلون الحق حتى وان شاهدوا المعجزات بأعينهم. ان المشكلة عند هؤلاء هي انهم يتبعون الأهواء فتميد بهم عن الحق والذي نتعلمه من هاتين الآيتين:
- لا ينبغي ان يتوقع احد ايمان كل الناس، ذلك ان المعصية والأثم تحولان دون قبول الحق.
- ان الطغاة قد يثيبون الى الحق في يوم من الأيام لكن ما جدوى هذه الأنابة وقد جاءت متأخرة؟
نسأل الله تعالى ان يثبت قلوبنا على الأيمان وينورها بنور اليقين ويجعل الحق لنا هدفاً وسبيلاً انه السميع المجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.