بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا ابي القاسم محمد واله الطاهرين.
السلام عليكم ايها الأخوة والأخوات واهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج.
في البدء نستمع الى تلاوة الآيات الثامنة والستين والتاسعة والستين والسبعين من سورة يونس المباركة:
قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ الْغَنِيُّ ۖ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾
قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾
مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾
ان من المعتقدات الباطلة عند بعض الأقوام السالفة وحتى عند البعض من النحل في الوقت الحاضر ادعاء الولد لله تعالى الذي لم يلد ولم يؤلد ولم يكن له كفواً احد.
وكان مشركو مكة يرون ان الملائكة هم بنات الله وهذا زعم باطل لا ريب وكان اليهود يرون ان النبي عزيز عليه السلام هو ابن الله وجاء في نص واضح يعرض هذا الأدعاء الخاطيء جاء هذا النص في القرآن وهو قوله تعالى وقالت اليهود عزيز ابن الله.
اما النصارى فقالوا بأن عيسى (ع) ابن الله كما جاء في قوله تعالى وقالت النصارى المسيح ابن الله ان كل هذه العقائد باطلة لأن الله تعالى لم يتخذ صاحبة ولا ولداً
ان الباري تعالى هو واجب الوجود وهو منزه عن كل الصفات المادية الحادثة.
اما الندي نتعلمه من هذا النص المبارك فهو:
- ان الله تعالى غني حميد لا حاجة له بالولد والصاحب
- على الانسان ان ينأى عن الكفر والشرك. ولذائذ الدنيا لا قيمة لها امام عذاب الآخرة
ولنصغي الآن الى الآية الحادية والسبعين من سورة يونس حيث يقول عشر اسمه:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴿٧١﴾
كان نوح من انبياء الله عليهم السلام وقد مكث في قومه سنين طوال يدعوهم الى عبادة الله تعالى شأنه لقد آمن به القليل وبقي الكثير من الناس على كفرهم وشركهم وضلالهم وهذا النص القرآني الشريف نزل في مكة المكرمة يواسي المسلمين في صدر الأسلام الذين كانوا يعانون الشدة والضيق والحرج جراء محاربة الكفار والمشركين لهم وفي هذا النص الشريف كذلك دلالة على الأمدادات الربانية وان الله جل اسمه ناصر المؤمنين ومؤازر لهم ان من يتوكل على الله فهو حسبه وهكذا فعل النبي نوح على نبينا واله وعليه الصلاة والسلام، حيث لم يخف من شدة بأس قومه لأن الله اقوى منهم واعن.
والذي نستفيده من هذه الآية:
- ان تاريخ الماضين يخبرنا ببقاء الحق وزوال الباطل وان سبر اغوار التاريخ هو مصباح منير لطريق المستقبل.
- ان الأيمان بالهدف المنشود هو اهم واكبر عوامل نجاح مقاومة الأنبياء والرسل مقابل الطغاة الجائرين المحاربين لدين الله، وان الرسل الربانيين لا يخافون في طريق الله عني الكفر والشرك ويقدمون ارواحهم الزكية فداءاً للعقيدة والمبدأ الحقين وهكذا فعل ويفعل اتباعهم على مر التاريخ.
ويقول تعالى في الآيتين الثانية والسبعين والثالثة والسبعين من سورة يونس المباركة:
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٧٢﴾
فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿٧٣﴾
ان الأنبياء والرسل عليهم السلام وكما مر علينا انفا قد بذلوا كل ما في وسعهم من اجل نصرة الحق وازهارت الباطل ولم يسألوا الناس اجراً على رسالتهم ابداً انهم عليهم السلام كانوا يؤدون الواجب الآلهي في الدعوة الى الأيمان ونبذ الشرك والضلال.
وفي قصة النبي نوح (ع) فأن هذا النبي صنع بامر الله تعالى الفلك وفيه اقام هو والمؤمنون حينما حل غضب الله على الكافرين من امر الطوفان، ونجى نوح (ع) ومن معه من الفرق. اما الكفار فار بهم كفرحم الى حيث الهلاك وحتى الجبال الراسيات لم تعصم احداً من الكفار حين حل العذاب والذي نتعلمه هنا:
- ان النحاح والفلاح هما نصيب الداعية الألهي اذا لم يتوقع من الناس امراً او اجراً مادياً.
- ان الأيمان بالله هو السبيل الى اقامة دولة الحق.
جعلنا الله واياكم من السائرين على طريق الحق والمقيمين له، آمين يا رب العالمين هكذا انتهت مستمعينا الأفاضل هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حتى اللقاء التالي نستودعكم الله والسلام عليكم.