بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على خير خلقه واشرف رسله سيدنا محمد وعلى اله الأطيبين الاطهار السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، حيث تفسير موجز لايات اخرى من سورة يونس المباركة.
يقول تعالى في الأيتين الرابعة والثلاثين والخامسة والثلاثين عن هذه السورة الشريفة:
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٣٤﴾ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٥﴾
في سياق الآيات السابقة تأتي هاتان الايتان لتوضح عجؤ المشركين وما يعبدون امام قدرة الله تعالى
ويفيدنا هذا النص القرآني ان الباري تباركت اسماؤه هو الخالق العظيم الذي بيده الخلق، يخلق ما يشاء وعن يشاء ويحيي الأموات ويميت الأحياء.
اما الأصنام وسائر الموجودات فهي مخلوقة وليس لها اي يد في الخلق والأبداع.
والهداية الى جادة الصواب وطريق الحق هي من نعم الله العزيز الحكيم. انه يهدي من يشاء الى الخير لكن دونما اجبار او اكراه. اما المعبودات الأخرى فهي لا تهدي الى الحق وكفى بالله هادياً وبشيراً للحق والصراط المستقيم.
ومن الطبيعي ان الهداية الربانية انما تتم بواسطة الرسل والأنبياء عليهم السلام والكتب السماوية الشريفة.
ونتعلم من هاتين الآيتين:
- ان اسلوب السؤال والجواب هي افضل الطرق للمناقشه والمجادلة مع المعارضين للفكر والعقيدة الحقة والله تعالى كلف كل رسله اتباع هذا الأسلوب ومنهم سيدنا محمد (ص)
- ان الله تعالى خالق الكون وان ارادته نافذة في خلقه. انه الخالق المتعال الذي اوضع سبيل الرشاد والكمال لكل العباد.
ويقول تعالى في الآية السادسة والثلاثين من سورة يونس:
وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾
تشير هذه الآية المباركة الى جذور الأنحراف الفكري عند الكفار والمشركين وتوضح ان اتباع الظن انما هو سير وراء الأوهام ليس الا. المشركون وباتباعهم هذه الأوهام حادوا عن جادة الصواب ونأوا عن طريق الحق وساء ما فعلوا. ان الظن ليس له مكان في الفكر والعقيدة وان ما يوصل الأنسان الى الحق هو القطع واليقين. وعلاوة على اتباع المشركين الظن فأنهم ساروا وراء معتقدات جاهلية ورثوها عن ابائهم وهذه المعتقدات المنحرفه ليس لها قيمة او وزن اذا ما وزنت بميزان الحق والحقيقة.
والذي نستفيده هنا من هذا النص الشريف:
- في المسائل والقضايا الأخلاقية والأعتقادية ليس الملاك رأي الأكثرية فقد ينحرف الكثيرون في الفكر والعمل
- ليس للفكر ولا للشرك اي اساس علمي وعقلي، والظن ليس له اي اساس مقبول.
ولنصغي الآن الى تلاوة الآيتين السابعة والثلاثين والثامنة والثلاثين من سورة يونس المباركة:
وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾
ان القرآن الكريم هو معجزة الرسول (ص) الخالدة وقد نزل به الوحي المبين على قلب الرسول الأمين (ص) وفي عدة مرات اثبت هذا الكلام الآلهي ان الأنس والجن يعجزان عن الآيتان بمثله لابل حتى بسورة من مثله وقد دعا القرآن المعاندين والمعارضين لاثبات ادعاءهم بأن القرآن ليس من وحي السماء وقد طلب القرآن من المعاندين الآيتان حتى بايات من مثله
ومع كل هذا فعلى رغم مرور 14 قرناً من نزول القرآن الكريم، بقي على اعجازه حيث عجز المعارضون عن الأيتان بمثل القرآن وانى لهم ذلك وهو كلام الله تعالى وفوق كلام المخلوقين.
وللأعجاز القرآني وجوه عدة نشير الى بعض منها هنا.
القرآن كلام جميل ونافذ الى القلوب والألباب وحتى لو قرء للعديد من المرات فأن السامع له لا يمل منه ولا يخجر ولحن القرآن وهو باللغة العربية يتميز عن اي كلام عربي آخر مهما كان جميلاً القرآن الكريم كتاب شامل لكل ما يحتاجه الأنسان ومن ذلك القضايا الشخصية والأسرية الأجتماعية والحقوقية والسياسية والأخلاقية
ونتعلم من هذا النص الشريف:
- ان كل الأنبياء وكل الكتب السماوية تهدف الى هدف واحد هو التوحيد
- القرآن يبقى معجزة على مر الزمن ولا ولن تمد اليه يد التحريف ابداً.
ولنختم الحديث هنا بقول لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حيث يقول واعلموا ان هذا القرآن هوم الناصح الذي لا يغشى والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب وما جالس احد هذا القرآن الاقام عنه بزيادة او نقصان زيادة في هدى ونقصان من عمى.
غفر الله لناولكم حضرات المستمعين وجعلنا واياكم من المتمسكين بالقرآن والعترة النبوية الشريفة فهما الثقلان وقد امرنا بالتمسك بهما لان من يتابع الثقلين كان على الهدى ومن يخالفها فهو على الضلالة.
حضرات المستمعين لنا عودة باذن الله الى رحاب كتاب الله طبتم وطابت اوقاتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.