بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا خير الرسل اجمعين سيدنا محمد وعلى اله الطاهرين، السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات واهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج
ابتداءاً نستمع الى تلاوة الآيتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين من سورة يونس المباركة حيث يقول الباري تبارك وتعالى:
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾
في يوم القيامة يحشر الله تعالى، المشركين وما كانوا يعبدون، ويحاسبهم كلاً على حدة على شركهم وكفرهم واتخاذهم الأصنام الهة من دون العزيز الحكيم.
وفي يوم الجزاء حيث تتكلم كل الجوارح والموجودات تنطق الأصنام وتبدي عدم رضاها بعبادة المشركين لها. الأصنام تقول اننا لم نكن نرى اننا لله تعالى شركاء. انما هذا هو اتصور الباطل الذي كان يراود عقول الكفار والمشركين. اخزاهم الله في الدنيا والآخرة.
وفي الآية الحادية والأربعين من سورة سبا اشارة الى هذا المعنى. حيث في هذه الآية المباركة تبدي الملائكة تنفرها من الذين اتخذوها الهة من دون الله الخالق العظيم.
والملفت للنظر ان القرآن الكريم قد نعت الآلهة بالشركاء للمشركين. اي ان تلك الالهة هي شريك للعابد على غير الحق انه صيرها زوراً وبهتاناً ارباباً له وفي بعض الأحيان صنعها بيده كما هو الحال في الأصنام
ونتعلم من هاتين الآيتين:
- في محكمة العدل الالهي تشهد المعبودات الزائفة من اصنام وغيرها ضد المشركين.
- على الأنسان المؤمن ان يعبد الله عبادة خالصة ولا يشرك به احداً لآن من يشرك به لن ينفعه مثقال ذرة في الآخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون الامن اتى الله بقلب سليم.
ويقول تعالى في الآية الثلاثين من سورة يونس:
هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾
بعد ان تبدي الآلهة والمعبودات الباطلة تنفرها من المشركين تحدث الاختلافات بين تلك الالهة ومن كان يعبدها في الحياة الدنيا، المشركون هنا يخفقون في اخذ العون من تلك الاصنام ذلك انها ليست مولاهم الحقيقي ذلك ان المولى الحقيقي هو الله تعالى الذي يجزي كل نفس ما كسبت ان خيراً فخيما وشراً فشر وما ربك بظلام للعبيد
ونستفيد من هذا النص القرآني الشريف مايلي:
- ان يوم القيامة هو يوم جزاء الأعمال الدنيوية يوم الثواب والعقاب وفي الحقيقة فأن الجنة والنار هي جزاء لأعمال الأنسان.
- في القيامة الذي يبقى هو الحق والحقيقة وما عدا ذلك زائل وباطل.
ولنصغي الأن الى الأية الحادية والثلاثين من سورة يونس المباركة حيث يقول ربنا جل شأنه:
قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١﴾
بعد ان يذكر القرآن الكريم الأحباط الذي يحيط بالمشركين والكفار من كل جانب في يوم الجزاء، يأتي الخطاب الألهي موجهاً الى الرسول الاكرم (ص) ليقول للكفار انكم تعلمون ان الخالق هو الله وانه هو الذي يرزق ويحيي ويميت فلماذا بعد كل هذاء الكفر والشرك؟ لماذا تتخذون الى الله الوسائط ولا تخافون الله. حيث برر المشركون عبادتهم الأوثان بأنها تقربهم الى الله زلفى والباري تعالى لا يحتاج الى اي واسطة انه في كل مكان وزمان قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه تباركت اسماؤة وجلت آلائه.
ويستفاد من بعض آيات الذكر الحكيم ان مشركي مكة كانوا يقرون بوجود الله الا انهم كانوا يعتقدون وهذا اعتقاد باطل لا ريب ان الله قد فوض امر الكون والخلق الى الملائكة وبعض الظواهر الطبيعية وتفيدنا هذه الآية المباركة الأتي:
- ان التفكر على اساس الفطرة السليمة هو من اساليب الأنبياء والرسل (ع) في التعامل مع الكفار والمعاندين لردعهم عن غيهم وارجاعهم الى جاده الصواب.
- الكون برمته في حاجة على الدوام الى التدبير، والتدبير الواحد دليل على وجود الخالق الواحد الأحد.
ونستمع الآن الى الآيتين الثانية والثلاثين والثالثة والثلاثين من سورة يونس حيث يقول اصدق القائلين:
فَذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٣﴾
بعد ان اوضع القرآن الكريم ان ارادة الله تعالى هي الارادة النافذة لوحدها في الكون والخلق وايقان المشركين بذلك في قلوبهم وان جحدوا بالسنتهم تأتي هاتان الآيتان لتقول لنا ان الخلق والتدبير معاً في يد قدرة الله العليم القدير فهو تعالى لم يخلق ثم اوكل امور الخلق الى غيره والعياذ بالله. ويبين لنا هذا النص القرآني الشريف انه ليس بين الحق والباطل امر ثالث. فالأشياء والأمور اما على الحق او الباطل واذا لم تكن حقاً فهي بلا ريب باطل.
وعندما يكون الله تعالى هو الحق ولا ريب في ذلك فاصنام المشركين هي باطل لا ريب كذلك.
اذن من بعد هذا نقول ان المعاندين الذين انكروا الحق ولزموا جانب الباطل لن يجدوا سبيلاً الى الأيمان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ونتعلم هنا من كلام ربنا الجليل:
- ليس بين الحق والباطل طريق ثالث
- ان الأنسان ان سار على طريق الفسق والكفر خرم الأيمان ولذته
غفر الله لنا ولكم وثبتنا على طريق الأيمان ونور قلوبنا به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.