بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الهداة الميامين، السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة حيث نقدم تفسيراً موجزاً لآيات اخرى من سورة يونس
ايها الأخوة والأخوات لننصت معاً الى تلاوة الآية الرابعة والعشرين من سورة يونس:
انما مثل الحيوة الجنيا كما انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما ياكل الناس والانعام حتي اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهاراً فجعلناها حصيداً كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون
ان الله تبارك وتعالى ولبيان بعض الحقائق استفاد في القرآن الكريم من اسلوب التمثيل والتشبيه.
وهنا يشبه الباري تعالى عدم ثبات الدنيا باخضرار الارض بعد نزول ماء الغيث عليها. فهذه الخضرة تزيلها البرودة والحرارة الزائدة عن الحد او السيول والعواصف بحيث يخال الأنسان انها لم تكن من قبل.
ونتعلم من هذه الآية الشريفة:
- ان مظاهر الطبيعة الخلابة لا ينبغي ان تكون سبباً للثقة بهذه الدنيا الزائلة فكل شيء في الحياة الدنيا ماضي الى زوال، وففاء
- ان الأنسان مهما عاش في الدنيا فأن عمره لا يعدو عمر الورود والأزهار وهو ليس بالعمر الطويل كما هو معروف.
نعم لا ينبغي للأنسان في اي حال من الأحوال ان يتصور لنفسه الخلود في الدنيا، فالخلود انما هو في الأخرة والأخرة خير وابقى.
ولنصفي الآن الى تلاوة الآية الخامسة والعشرين من سورة يونس:
والله يدعو الي دار السلام ويهدي من يشاء الي صراط مستقيم
نعم، حضرات المستمعين، في مقابل الحياة الدنيا ومتاعها الزائل هناك الآخرة وهي دار البقاء
هذا وان الله تعالى بعث الأنبياء والرسل مبشرين بالحياة الأبدية التي فيها السعادة والنعيم الخالد والسرمدي ومن الواضح ان الله تعالى يهدي من عباده الى الصراط المستقيم من حم مؤهلون لذلك، حيث لا يحيدونه عنه من بعد ذلك مهما كان الأمر وهذا يعني ثبات المؤمنين على ايمانهم الراسخ وفي نفس الوقت لا يعني ان الانسان مجبر في قبول الأيمان بل انه مخير في ظل ارادة الله تعالى كما مرمنا توضيح ذلك في مواطن عدة عبر هذا البرنامج.
والذي نتعلمه من هذه الآية المباركة مايلي:
- ان السعادة في الدنيا هي سعادة مؤقتة اما سعادة الآخرة فهي ابدية.
- ان الطريق الوحيد للوصول الى الهدوء الروحي هو الصراط المستقيم اذ فيه اطمينان النفس في الدنيا وسعادتها في الآخرة.
ويقول تعالى في الآية السادسة والعشرين من سورة يونس:
للذين احسنوا الحسني وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولاذلة اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون
ان الله تبارك وتعالى وعد المؤمنين الشاكرين جنات النعيم وتوعد الكفار والجاحدين النار والجحيم والجنة هي المكان الذي يقيم فيه المؤمن في دار الآخرة وهي مسكنه الأبدي كما ان النار حي دار البوار الأبدي للكفار ان الجنة هي ثواب اعمال المؤمن اما النار فهي جزاء موبقات الكافر.
ويستفاد من بعض آيات القرآن الكريم ان من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا بمثلها لابل ان في الأنقاق في سبيل الله تضاعف الخسارت حتى تصل الى سبعين ضعفا
نسأل الله تعالى ان يجعلنا من المحسنين المنفقين في سبيله لكي نفوز بجناته. آمين يا رب العالمين ونتعلم من هذه الآية الشريفة الاتي:
- ان الله تعالى يدعو الى الحق ويرشد الى صراط المستقيم ويثيب الأنسان فلماذا نترك طريق الحق ونسلك السبل المعوجة؟
- ان جزاء الأحسان والعمل الصالح هو الجنة والرضوان ومجالسة الأنبياء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً
ويقول تعالى في الآية السابعة والعشرين من سورة يونس:
والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهفهم ذلةما لهم من الله من عاصم كانما اغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون
ان الذين يرتكبون السيئات ليس لهم الا العقاب الأخروي وانى لهم الفرار والهروب من هذا العقاب. مثل هؤلاء غضب الله عليهم وحبطت اعمالهم واسودت وجوحهم وهم في النار خالدون، ان العدل الآلهي يقتضي ان يكون العقاب بمقدار المعصية فليس في ذات الله انتقام اوثار وانما تجزى كل نفس بما كسبت وما ربك بظلام للعبيد. الا ان لطف الله تعالى وفضله يجعلان ثواب المؤمن والعبد الصالح اكثر من مقدار عمليه
ونتعلم من هذه الآية:
- خلق الله الانسان حراً وجعله مختاراً ففريق من الناس يؤمنون وفريق آخر يكفرون.
- في الاسلام التأكيد اكثر على الثواب لا العقاب
اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعد لك واعفو عنا انك انت العفو الغفور والسلام عليكم.