بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه واشرف بريته سيدنا محمد واله الهداة المهديين
السلام عليكم حضرات المستمعين هذه حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة نبدأها بتلاوة للآية الخامسة عشرة من سورة يونس:
واذا تتلي عليهم ىياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحي الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم.
لما نزل القرآن الكريم، اخذ الرسول (ص) يوجه الدعوة للكفار والمشركين، دعوة لنبذ الشرك وعبادة الأوثان وللتوحيد وعبادة الرحمن.
بيدان المشركين وبدلاً من ان يستجيبوا لدعوة الرسول الأكرم (ص) طلبوا منه ان يلبي هو مطالب لهم غير معقولة. منها حذف الايات الداعية الى ترك الشرك وعبادة الأوثان، لابل انهم تمادوا في ذلك حينما طلبوا من النبي (ص) ان يأتي لهم بغير القرآن كتاباً ليؤمنوا به. والحق هو ان هدف الأنبياء (ع) في اي عصر هداية الناس لا الأنسياق وراء أهوائهم ونتعلم من هذه الآية المباركة:
- ليس لأحد مهما علت منزلته ان يغير الكتب السماوية حتى الأنبياء والرسل (ع) ليس لهم ذلك، بل ان وظيفتهم الأرشاد والتبليغ والهداية في ضوء آيات الله تعالى وما ينزله من وحي مبين.
- الأصل هو ما يقوله الله تعالى ولا قيمة لزيادة عدد الأتباع والمريدين ان كان على حساب تغيير الوحي والتنزيل.
ولنستمع الآن الى تلاوة الايتين السادسة عشرة والسابعة عشرة من سورة يونس المباركة حيث يقول تبارك اسمه:
قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادريكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله افلا تعقلون فمن اظلم ممن افتري علي الله كذباً او كذب باياته انه لا يفلح المجرمون
تأتي هاتان الأيتان بعد الآية الخامسة عشرة حيث طلب مشركو مكة من رسول الله (ص) ان يغير القرآن بما يلانم اهواء هم.
ويثير هذا النص القرآني الى ان الرسول محمد (ص) قد عاش بين قومه المشركين 40 عاماً قبل ان يبعث ولو كان القرآن الكريم من وحي افكاره لا وحي السماء، لكانت تلك الأفكار قد ظهرت وقرأها الناس بيد ان الأمر ليس هكذا فالرسول (ص) ما ينطق عن الهوى ان هو الاوحي يوحى وما كان له (ص) ان يقول شيئاً الا باذن الله تبارك وتعالى.
واضافة الى ذلك فأن النبي الخاتم (ص) لم يدرس على يد احد ليقال ان ما يقوله (ص) قد يكون مما تعلمه اذن بعد كل هذا يتضح ان الذين يريدون من الرسول (ص) تغيير القرآن انما ينكرون الله تعالى ويكذبون بآياته لفهم الله في الدنيا والآخرة.
ان مثل هؤلاء انما يفترون على الله وهذا هو الظلم العظيم
ونستفيد من هذا النص الشريف:
والان نستمع الى الآية الثامنة عشرة من سورة يونس المباركة:
ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبؤن الله بما لا يعلم في السموات ولا في الارض سبحانه وتعالي عما يشركون
كان المشركون في مكة يعبدون اصناماً ويعكفون على اوثان لا تضرهم ولا تنفعهم. ومن هنا فأن العقل لا يرى دليلاً على مثل هذه العبادة.
التي لا فائدة منها تربقى.
المشركون كانوا يدعون ان عبادتهم هذه الأصنام هي لتقربهم الى الله زلفى وانها الواسطة بينهم وبين الرب الجليل.
على ان هذا الامر لا يقبله العقل ولا تقبله الفطرة السليمة. ذلك ان الباري تعالى لم يجعل هذه الأصنام واسطة وليس لها الشفاعة على الأطلاق فهي احجار وجمادات ليس الا وبالطبع لابد من الأشارة هنا دون ولوج التفاصيل ان التوسل باولياء الله تعالى وطلب الشفاعة منهم لا يقارن باي حال من الأحوال بعبادة الأوثان وطلب الشفاعة منها.
ذلك ان التوسل بالأولياء (ع) هو باذن الله تعالى الذي اذن لهم بالشفاعة كذلك.
والذي نستفيده من هذا النص الشريف:
- ان الأصنام لا يمكن ان تكون واسطة بين العابد والمعبود.
- ان لا نشرك بالله احداً ولا نطلب الشفاعة ولا نرتجيها الا من الذين اهلهم الله تعالى لهذه المنزلة الشفاعة هي لمن يأذن له الرحمن لا الى الغرانيق التي كانت عند عرب الجاهلية
- فمن ذا الذي يشفع عند الله تعالى الا باذنه تبارك اسمه
عصمنا الله واياكم من الخطأ والزلل ووفقنا للعلم والعمل لكي تكون قلوبنا بالأيمان مفعمة ومن الشرك خالية ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، والسلام عليكم حضرات المستمعين الأفاضل ورحمة الله وبركاته.